النصر والرائد!
تباينت القراءات لأغلى صفقة سعودية محلية التي أبرمها النصر بقيادة رئيسة الجديد مع سهلاوي القادسية، رغم عدم وضوح الرؤية في جزئية الدفعات والفترات الزمنية، وإمكانية الالتزام بها، كما في أمور كثيرة في البيت النصراوي . فثمة من حكم بالفشل السريع على الصفقة وفق قراءة للرقم الكبير، مدى استحقاق اللاعب، عمره، تاريخه، وإمكانية الاستفادة من مبلغ هكذا في لاعبين آخرين. نصراويون عبروا عما يجول في خواطرهم بشكل واضح، ولامسوا جروحاً قد لا تندمل بسرعة، وتظل قراءتهم وجهات نظر، حتى لو كانت قاسية.
وهناك من بارك وهلل وجعل من السهلاوي القادم كما لو كان ميسي زمانه، وكبلوه بألقاب وموشحات نثرية أرى أنها ستعجل في مضاعفة الضغوط عليه، تماماً كما حدث مع ضياء هارون، وغيره من اللاعبين.
لب القضية أن الحراك النصراوي بات واضحاً، وجلياً، وهو العودة إلى خريطة الكبار (فنيا) حتى لو تباينت الرؤى حوله. كان يمكن للنصراويين السكوت مثلاً عن ذكر الرقم المهول، تماماً كما فعل الهلاليين عندما أحسوا بأن رقم فيلهامسون مثلاً كان عامل ضغط مباشر عليهم، ففضلوا السكوت (الرسمي) عن بقية التعاقدات اللاحقة، والاكتفاء بالصفقة واللاعب، وهي طريقة متبعة حسب الأهداف من الصفقة. وتبقى جزئية تبرم بعض النصراويين من رفع العقد وإحالة الأمر بدخول الهلال - المشروع والشرعي لو صدق الحديث- على الخط أمرا لا أرى فيه منطقية. فالهلال دخل في صفقة المحياني وحسمها، ولا أخاله يدخل في صفقة السهلاوي، ولم يكن هناك أي تحرك رسمي في هذا الاتجاه. لم نر رئيس النادي أو أحد معاونيه يتحدث عن هذا الأمر، حتى عندما كان السهلاوي يغازل الهلاليين في بداية العام الماضي. وحتى الاتحاد لم يرم بثقله في هذه الصفقة. ولو تدخل الطرفان، فلربما تغير الحديث، ولتبدلات الوجهات! أقول ربما (للمتأزمين)!
أما أنا، فلن أستعجل الصفقة، ولن ألعب دور (المستقرئ) لما هو آت، وسأفوت هذا السبق لغيري من (المطافيق) فنياً. أولئك الذين تحكمهم السمسرة (حيناً)، ويحكمهم (الهوى) أحياناً.سأنتظر السهلاوي وما يقدمه للنصر، خصوصاً إن عليه عبءً تبرير الاستثمار المدفوع في عقده. لن أستبق الأحداث وأقول إن السهلاوي أكبر مقلب أكله النصر في تاريخه، ولن أقول العكس، إلا بعد الوقوف على مستوياته الفنية داخل الميدان، حتى لا تتكرر مآسي من أتى بطائرة خاصة هدافاً لدورة الخليج، ورحل من الدوري السعودي دون هز للشباك ، خلا مرة أذكر أنها من ضربة جزاء.
والنصراويون عليهم الأمر ذاته أيضاً، لا تكبروا اللاعب وتنفخوه حتى لا تكون عاقبة الأمور عليكم، لا لكم. تعاملوا معه باحتراف، وإذا ما قدم ما هو مطلوب منه، فلا يشكر المرء على واجبه إلا تفضلاً من الشاكر.
بقي أن النصر قادم بإدارة هكذا تسلمت زمام الأمور، فخف حديثها، وثقلت أعمالها، وفق نظرية الأعمال لا الأقوال. وطالما الحديث عن الأفعال لا الأقوال، فلقد شدتتني مبادرة الرائديين بقيادة فهد المطوع بتعيين متحدث رسمي يقوم بمهامه وفق استراتيجات النادي وأهدافه. وبودي لو طبق النصر وكل الأندية هذا التوجه. فهل نرى مثل هذا التوجه؟ هل ستختفي الأصوات المبحوحة الحالمة بصورة هنا، ولقطة هناك يشبعون فيها داء (الترزز)! أعاذنا الله وإياكم منه؟!
نوافذ
ـ لو صدقت الأخبار، ففيصل أبو أثنين خير من يقود منصب مدير الكرة في قادم الأيام الهلالية.
ـ بعض قرارات لجنة الاحتراف مشابهة لقانون (كل واحد يصلح سيارته)، والدليل قرني أبها!
ـ هل انكشف سر (ضغوط) محمد نور الإعلامية! نعم، إذا عرف السر!
ـ يأسرني حديث بن همام عن واجبات ومسؤوليات (الشيوخ)!