جيل النشر الإلكتروني
قدّمت الزميلة منى المنجومي من صحيفة "الحياة" أنموذجاً للعمل الصحفي الميداني، حيث أطلت على مركز العيص وقراه وهجره من ارتفاع ثلاثة آلاف قدم من خلال جولة مسح ميدانية في طائرة مدرسة أجنحة رابغ للطيران وبرفقتها الزميل المصور أحمد طاحون (جريدة الحياة الأحد الماضي) لتوثق أحداث بركان العيص بصور جوية غنية بالمعلومات: فوهة البركان والحمم القديمة واللابة المنصهرة من بركان قديم ووادي العيص وريفه الزراعي والجبال البركانية. وهي صور إبداعية وتعبيرية تجسد واقع حال المنطقة ... المهنية الصحفية تجاوزت الخبر إلى تفاصيله وتجاوزت المعلومات الموسوعية إلى إثبات الحالة بالصور الفوتوغرافية والفيديو.
وهذا يعيدنا إلى رؤية جديدة تلاقحت فيها المعارف والتقنية الحديثة مع وسائل الإعلام التقليدية التي تمثلها الكاميرا الأرضية، حيث تم تطويرها إلى كاميرات جوية وفضائية وفيديو متحركة، إذن هناك رؤية وطرح إعلامي جديد يمثله جيل جديد من الإعلاميين ممن تدربوا أو كانت بدايتهم الإعلامية عبر النشر الإلكتروني (المواقع)، حيث نقلوا هذه الثقافة الإبداعية إلى الصحف الورقية التي مازالت على نمطها التقليدي من حيث الصورة والعدسة.
ليست هناك حرب بين الصحافة الورقية والإلكترونية إنما لنقل تبادل منافع وخبرات ومعارف، فالجيل الذي كانت بدايته في النشر الإلكتروني ثم انتقل إلى الصحافة الورقية نقل معه ثقافته المهنية في اعتماده على الصورة وسرعة نشر المعلومة وجماليات اللقطات ومساحة النشر والاهتمام الكامل بإعداد التقارير الإخبارية.
هذا الجيل الذي تدرب على نوع من التقنية تمثلت في جودة العرض ونقاء الصورة وفرز الألوان وإعادة بناء اللقطة ورغبة الإثارة أي توظيف التقنيات الجديدة في العمل الإعلامي.
هذا الجيل يستحق منا التقدير والرعاية والتشجيع لأنه يطرح مادة إعلامية تتناسب ومقاييس وثقافة جيله من حيث الجودة والإثارة.
وهي أيضا مناسبة لمزج الثقافتين الورقية والإلكترونية والربط بين جيلين جيل المطابع والأحبار وجيل الإنترنت والوسائط. وربط بين جيل عاش على الثقافة النمطية الذي يعمل بفارق 12 ساعة ما بين النشر في الصحف والنشر في الإنترنت وأيضا فارق استيعاب مساحة النشر لصالح الإنترنت الذي تتعدد فيه اللقطات والزوايا والبانوراما في الصور. وهذا يجعلنا نطرح أفكاراً مستقبلية لتطوير الإعلام وهي التكاملية في العملية الصحفية بحيث يكون لكل مؤسسة إعلامية صحيفة ورقية وموقع إلكتروني ومحطة فضائية تتنامى في داخلها الدورة الإعلامية.