باقة من الأوائل المعاصرات
يكتب من حين لآخر الزملاء والزميلات في الصحف المحلية عن أوضاع وقضايا المرأة العاملة في مجتمعنا، فمنهم من يصور واقع عمل المرأة بصورة سلبية قاتمة محبطة، لا تبعث الأمل في النفس بأن هناك تغييرات تلوح في المستقبل القريب أو البعيد، وهناك من يعبر عن الواقع ذاته مصحوباً بنظرة مستقبلية تفاؤلية، وعملاً بمبادئ التربية النفسية في الإسلام أن يكون المؤمن متفائلاً، في جميع الظروف الصعبة، ليستقبل الحياة بشجاعة وأمل. وخوفاً من أن تغمرني المشاعر السلبية وتشل حركتي، أجد نفسي دائماً مشجعة الفريق الثاني.
إن حاضر واقع عمل المرأة، أو أوضاع المرأة بشكل عام، ليست قاتمة أو بشعة كما يتصور البعض، بل بالعكس فقد لمسنا في عهد والدنا الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ حفظه الله ورعاه ـ، تطورات تدريجية وهادئة، سمحت بدخول المرأة مجالات عمل جديدة، وتوليها مناصب قيادية لم نكن نحلم بها يوماً ما، وأسرد فيما يلي بعضاً من هذه التطورات وقد أسميتها (باقة من الأوائل المعاصرات):
ـ أول مديرة لجامعة حكومية هي جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن/ الأميرة الجوهرة بنت فهد.
ـ أول نائبة لوزير التربية والتعليم / الأستاذة نورة الفايز.
ـ أول سعودية حاصلة على جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة العالمية/ الدكتورة هنية مرزا.
ـ أول ناظرة على أوقاف الورثة في أسرتها / الدكتورة عائشة نتو.
ـ أول سيدة تشرف على البرامج الفنية للنشاطات الرياضية في كلية اليمامة/ الأستاذة سارة معوض.
ـ أول خمس متخصصات صم في مجال الدعم الفني وصيانة الحاسب الآلي يتخرجن من المعهد العالي التقني للبنات.
ـ أول فريق نسائي من موظفات الوحدة النسائية في أمانة مدينة الرياض يشارك في أسبوع الشجرة الـ 32 بتوزيع أربعة آلاف شتلة على عدد من المدارس والمنشآت.
ـ أول فريق نسائي في المملكة لإطفاء الحرائق والإنقاذ ومدرب على الدفاع عن النفس يتخرج من مؤسسة خاصة للأمن والسلامة.
ـ أول فريق كرة قدم نسائي متكامل في السعودية يتيح للشابات اللعب والتدريب في خصوصية تامة وبعيدا عن أنظار الرجال.
ـ ............. وفي هذا السطر أترك للقارئ مساحة أن يضيف مزيداً من أسماء الأوائل المعاصرات ـ وهن كثيرات ـ وأطلب منهن العذر بعدم ذكر أسمائهن، حيث لم تتح لي الفرصة بالتعرف عليهن أو أن أسمع أو أقرأ عنهن.
أما عن المستقبل، فالتوقعات المتفائلة يجب أن تظل في أعيننا وقلوبنا وفكرنا، حيث توقعت دراسة حكومية متفائلة أن يرتفع حجم الطلب على العمالة النسائية في القطاعين الخاص والحكومي بمعدل نمو 60 في المائة خلال خمس سنوات، وفي السياق ذاته، توقعت الكاتبة وتمنت تنسيق باقة فاخرة ذات ألوان عديدة من "الأوائل المستقبليات" في مجالات عديدة مثل:
ـ أول عضوة في مجلس الشورى.
ـ أول وزيرة لشؤون المرأة والطفل.
ـ أول سفيرة لخادم الحرمين الشريفين.
ـ أول رئيسة تحرير صحيفة.
ـ أو مأذونة عقود الأنكحة.
ـ أول مذيعة تقرأ نشرة الأخبار.
خاتمة: إن حاجز الخوف المجتمعي من التغيير عائق من عوائق التنمية, ولن يبدده سوى المزيد من الدعم المؤسسي بتذليل العقبات وفتح الأبواب ـ وفق الضوابط الشرعية ـ لدخول المرأة القطاعات الحكومية والخاصة، لتمارس أدواراً قيادية وتنفيذية، تثبت من خلالها جدارتها مثلما أثبتتها في قطاعي التعليم والصحة .