المشاهير يرحلون إلى "فيسبوك"!

"تصدق الشيخ ع. ق أرسل لي طلب إضافة على فيسبوك".. كانت هذه رسالة جوال من أحد الأعزاء في الوسط الإعلامي الذي فوجئ بالأمر، وخاصة أنه لا يعرف الشيخ من قبل. شخص آخر جاء فرحا مزهوا لأن فنانة عربية ناشئة أضافته على قائمة الأصدقاء في فيسبوك رغم أنه لا يعرفها ولا علاقة له بالوسط الفني أصلا.
هذه القصص هي مؤشرات لظاهرة حقيقية ضخمة على فيسبوك، حيث بدأ المشاهير بكل فئاتهم بتكوين صفحات شخصية وبعناية فائقة على موقع فيسبوك وغيره من مواقع التشبيك الاجتماعي, حتى يمكن استخدام هذه الصفحات في العلاقات العامة ونشر الأخبار الشخصية, التي تصل إلى كل الموجودين على قائمة الأصدقاء مهما بلغ عددهم.
في الحقيقة هناك ما يسمى بنجوم الفيسبوك، وهناك من يقوم برصد من هم في قمة النجومية من خلال عدد المشجعين على قائمة الأصدقاء، حيث يأتي رقم 1 بعدد 350 ألف صديق تقريبا، وهؤلاء النجوم يستخدمون هذا العدد الهائل من الأصدقاء للترويج لبرامجهم التلفزيونية أو المنتجات التي تحمل اسمهم أو كتبهم وغير ذلك. لاحظ أن نجومية الإنترنت لا تعني أنهم نجوم كبار على أرض الواقع، بل لنقل هؤلاء هم الأفضل في استخدام أدوات الإنترنت للترويج لأنفسهم.
هناك أيضا مواقع للنجوم لا يشرفون عليها مباشرة، بل يعمل عليها مشجعوهم بشكل رسمي، ويأتي في قمة هذه المواقع البروفايل الأكثر شهرة على الإنترنت للممثل الأمريكي الكوميدي آدم ساندلر, حيث يملك نحو ثلاثة ملايين صديق على فيسبوك.
أما بين العرب فيأتي الفنان المصري أحمد حلمي كأعلى شخص مشهور له مشجعون على الفيسبوك (232 ألف مشجع)، وإن كانت هناك مواقع عديدة على فيسبوك ذات طابع عربي أو إسلامي بعدد أكبر من المشجعين, يأتي على رأسها موقع عن الرسول صلى الله عليه وسلم باللغة التركية (نحو 980 ألف عضو)، ثم موقع زين الدين زيدان (852 ألف عضو)، ثم موقع عن الرسول عليه الصلاة والسلام باللغة العربية (319 ألف عضو).
في المقابل هناك ظاهرة أخرى لمواقع مزيفة للمشاهير على فيسبوك، حيث ينتحل أحدهم شخصية الرجل المشهور ويبدأ في نشر الأخبار وتوزيعها على هذا الأساس، وقد يكون الأمر في الأصل مجرد عمل بريء من محب لهذا المشهور، وقد يكون أمرا غرضه تشويه صورة المشهور، بل إن هناك موقعا عالميا متخصصا في المتابعة اليومية لمواقع المشاهير وتحديد "الرسمي" منها والمزيف.
الحقيقة الأكيدة هي أن مواقع التشبيك الاجتماعي قد تحولت بالفعل إلى وسيلة مهمة للعلاقات العامة والترويج، والشخصيات العربية, بمن فيهم الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية والفنية وغيرهم, لن يكونوا بعيدين عن الاستفادة من فيسبوك بهذا الشكل، الذي يبدو وكأنه أسلوب بريء غير متكلف ولا يفرض نفسه عليك, بل أنت من تختار أن تكون جزءا من الحملة الإعلامية اليومية, ولك الحق أن تخرج منها متى ما شئت.
لكن الحقيقة الأخرى, هي أنه كما استطاع عمرو خالد في السابق الاستفادة الضخمة من الإنترنت في صناعة نجوميته في أوساط الشباب، فإنه من المتوقع أن تنشأ أسماء جديدة من الشخصيات والمشاهير الذين لهم انتشار محدود على أرض الواقع, ولكنهم يحققون انتشارهم من خلال الفيسبوك, وقد يتمكنون من نشر أفكارهم وبناء قاعدة شعبية لهم يستفيدون منها بشكل أفضل من الشهرة بشكلها الكلاسيكي.
كيف يمكن تحقيق ذلك؟ هو ما سأحاول الإجابة عنه الأسبوع القادم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي