من دليله "البوم" طاح في الخراب

الدعم الأمريكي اللا محدود للمشروع الصهيوني بدأ منذ صادق الكونجرس الأمريكي على وعد "بلفور" عام 1922 وبعدها... اعترفت أمريكا بإسرائيل بعد ـ ولادتها عام 1947 بعشر دقائق ـ دقائق ـ فقط... ثم بدأ بينهما (العناق اللاهب الطويل) الذي يقول عنه خبراء إن نهايته بإذن الله بدأت بالعد العكسي.. هذا (العناق) الحار الذي يعبر عن (ارتباط استراتيجي) والذي من أهم ملامحه تأييد الولايات المتحدة الأمريكية لكل قرارات (إسرائيل الظالمة) بحق الشعب الفلسطيني وتأييدها تجاهل إسرائيل لكل قرارات الأمم المتحدة التي لا تناسبها.. ونرى أمريكا ـ التي تكيل بأكثر من مكيالين - أقامت الدنيا ولم تقعدها بعد (على مفاعلات كوريا.. وإيران النووية) ولكنها لم تشر لا من بعيد ولا من قريب وصمتت صمت أصحاب القبور عندما رفضت إسرائيل التوقيع على معاهدة انتشار الأسلحة النووية وبنائها برنامجاً للتسلح النووي في المنطقة.. ثم نرى كيف هبت أمريكا بطائراتها الضخمة التي تهبط كل نصف ساعة في إسرائيل محملة بالأسلحة الثقيلة التي تعادل قيمتها مليارات الدولارات لتمد وتنجد الجيش الإسرائيلي المنهك في حرب 1973 ـ تلك الحرب التي كادت تقوض كيان إسرائيل – مما أثار العالم العربي ودفع دول أوبك إلى حظر صادرات النفط مما أدى إلى ضرر بالغ على الاقتصاد الغربي والأمريكي .. ولأن أمريكا تنظر دائما إلى إسرائيل بعين الرضا التي قال عنها الشاعر:

وعين الرضا عن كل عيب كليلة ///// ولكن عين السخط تبدي المساويا

ولهذا كان رد أمريكا (تكشيرة.. بسيطة) على إسرائيل عندما أغارت طائراتها عامدة على الباخرة الأمريكية (ليبرتي) عام 1967 ـ التي ترفع العلم الأمريكي - فقتلت وجرحت أكثر من مائتي بحار أمريكي مما سبب برودا في العلاقة بين العاشقين.. فقام اللوبي الصهيوني ـ ذو المال الوفير ـ لتسخين العواطف بين أمريكا وإسرائيل مما جعل إسرائيل تحصل فيما بعد على مكافآت بلغت أكثر من 140 مليار دولار كمساعدات.
والأمثلة المماثلة ـ لا تحصى ـ فعلاوة على استعمال أمريكا حق (الفيتو) في رفض نحو 32 قرارا لمجلس الأمن ينتقد إسرائيل.. ورفضها كل القرارات التي لا ترضى عنها إسرائيل.. إسرائيل التي ورطت أمريكا في حرب العراق بتقديمها معلومات مزورة عن أسلحة دمار شامل مزعومة لدى العراق .. وصدق من قال: (من دليله البوم طاح في الخراب)... فبعد تحالف استراتيجي أمريكي -إسرائيلي خمسين عاما كانت النتيجة تورط الولايات المتحدة تورطا سياسيا وعسكريا في الشرق الأوسط يهلك جنودها في حرب ضروس مما شكل لها رعبا جغرافيا وسياسيا، وكل يوم تنحدر هيبة أمريكا إلى الحضيض.. وبدلا من القضاء على الإرهاب يرى الخبراء أن الإرهاب العالمي زاد ضراوة مما يعني تزايد الإرهاب .. وربما نهاية (التجربة اليهودية) في الشرق الأوسط قادمة... والشاعر يقول:
والليالي من الزمان حبال //// مثقلات يلدن كل عجيـب

وعلى الشعب الفلسطيني أن يصبر صبر الشاعر الذي قال:
واصبر على مضض الليالي إنها /// كحوامل ستلدن كل عجيــب

عجبي!!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي