كيف نحمي حقوق الوسطاء
طلب مني أكثر من شخص أن أتحدث عن معاناتهم كوسطاء للصفقات العقارية التي ينفذونها لبعض المستثمرين ومن عدم حصولهم على عمولاتهم من وساطتهم لبيع العقارات سواء الأراضي أو المخططات أو المساكن، أو حتى الوساطة بين ممول ومستثمر وغيرها من الأعمال التي تدخل ضمن إطار العمولات للصفقات العقارية أو ما يعرف بالدلالة أو السعي بلغة العقاريين.
ومن القصص المؤلمة ما رواه لي أحد الإخوة العقاريين وهو يدير شركة عقارية محترمة في الرياض وبمرارة، حيث يعاني ويشتكي من مماطلة وتسويف بعض من هندس لهم عدة صفقات عقارية وجحود البعض الآخر لمستحقاته كوسيط، وطلب مني أن أثير مثل هذه القضية في عمودي الأسبوعي في "الاقتصادية".
بالنسبة لي أنا أعيش وأشاهد العديد من المشكلات التي يواجهها بعض زملاء المهنة من عدم التزام بعض التجار أو المستثمرين بدفع ما عليهم من التزامات للآخرين ولا يوجد ما يردعهم، وأنا شخصيا أعرف أحد الإخوة يعاني من شركة كبرى جحدت حقه في العمولة هو ومن معه من الوسطاء وبمبلغ يتجاوز خمسة ملايين ريال هي نسبة 2.5 في المائة من قيمة الصفقة لهذه الشركة، وهو من دلهم على صاحب الأرض وأقنعه بالبيع عن طريق وسيط آخر يعرف المالك وقريب منه وهو من أحضر صورة الصك والمخطط في جدة، وعرض عليهم السعر وقابل المسؤول في الشركة عدة مرات، وللأسف عندما عرف مسؤولو الشركة وهي شركة مساهمة صاحب الأرض تجاوزوا الوسطاء وذهبوا إلى المالك مباشرة وتمت المفاوضات وإنهاء الصفقة مع المالك مباشرة، وللأسف الشديد أن البيعة تمت بسعر أعلى من الذي عرضه الوسطاء!!! أكيد الموضوع فيه إن.
وقلت لصاحبي اقترح عليك وعلى بقية الوسطاء الذين ذهبوا ضحية التلاعب في هذه البيعة أن يشتروا 50 سهما لكل منهم في الشركة المذكورة ويثيروا القضية أمام المساهمين في اجتماع الجمعية العمومية حتى يفضحوا تلاعب مثل هؤلاء الأشخاص وشراءهم الأرض بسعر أعلى مما عرضوه حسب قولهم.
ومثل هذه الشركات وما على شاكلتها لديها معاناة داخلية تتمثل في الفكر الإداري الذي يسير دفة العمل وخفاياه أشد مما هو ظاهر والأيام كفيلة بكشف الحقائق، ولولا مقص الرقيب لفضحت العديد من ممارسات مثل هذه الشركات حتى يكونوا عبرة للآخرين.
أعترف بأني سمعت من طرف واحد ولم أسمع وجهة النظر الأخرى ولكن حين ترى مثل هذه الشركات الملونة بالألوان الزاهية من الخارج وترى واقعهم المر من خلال مشاركاتهم في المناسبات والمعارض تتأكد من مستوى الفكر الضحل الذي تعيشه هذه الشركات وفكر قياداتها ممن تسلموا المناصب بطريقة مضحكة وبأسلوب أنا وأخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب، لذا فمثل هذه التصرفات لست مستغربة وبهذه الطريقة.
أتمنى أن يكون هناك نظام يحمي الوسطاء من تلاعب الكبار، وإن كنت أرى أن توثيق البيع والوساطة يجب أن يتما بشكل رسمي وعلى الورق حتى يضمن كل طرف حقه، وذلك هو الأمثل والأجدى.