وسائل الإعلام المقروء تمتلك مستودعات إلكترونية ضخمة

[email protected]

المتتبع لنشاط وسائل الإعلام المختلفة يجد ان الإعلام المقروء خلال شهري (أبريل – يونيو) حقق إنجازات منقطعة النظير في تميزه في: تناول القضايا العربية بشمولية وووضوح فكري هادف قلما وجد في الإعلام الخارجي من دون أن يتخلله تجريح أو عقم في التصريحات. أما من ناحية التوعية فكانت الإعلانات عن المؤتمرات والندوات تغطي صفحاته في كل ميدان ولا يمكن البوح بأيها الأفضل ولكن الجميع تميز بالتصاميم والطرح المتوائم والمؤقت في عرضه. أما التغطية العاطفية لاختبارت الثانوية فكانت ترجمة لأحاسيس ومشاعر الشارع والأسرة مما عكس تفاعلا للوزارة وضح وتجلى فيه مدى الارتباط بين الوزارة والمجتمع والتفاعل الكبير بين القطاع والمجتمع المخدوم. كما نقل نبض المتضررين من قلة الخدمات في مجالات أخرى وإيصالها كماهي وبكل شفافية وأن كانت تفتقد ردود بعض المسؤولين ألا أنها أظهرت ذوبان الإعلام في بوتقة المواطن وإشعاره بأنه يتمتع بمساندة كبيرة من الإعلام وأن حقه سيصله آجلا أم عاجلا. أما التكريم الذي ملأ صفحات الجرائد المختلفة والذي تعدد بين تكريم موظفين أو أصحاب فكر ورأي أو راحلين تركوا بصمات لهم في كل واد هاموا فيه فنفعوا بها البلد وكسبوا دعوات المجتمع لهم بالرحمة, فماهو إلا دليل على الاحتراف المهني واستشعار بمسؤولية الوسيلة في التفاعل مع الشعب ورموزه الأبرار الذين لم يتأخروا للحظة في خدمة الوطن. هذه القفزات الهائلة تعد تنموية لانها تصب في مصلحة الفرد والمجتمع في الداخل والخارج, وهنا أتساءل: هل من مبادر بدراسة هذه الحقبة أو على مدار العام لإبراز إيجابيات وسائل الإعلام ومحاولة إبراز الجوانب الإيجابية لكل جهة ومصدر حتى يتسنى لكل وسيلة أن تجود ما تميزت به ولا تقبل بغير ذلك بديلا؟.
في وادٍ آخر, حبذا لو نسقت وزارة الثقافة والإعلام مع مصلحة الإحصاء العامة في تخصيص مجال لكل مجلة أو صحيفة سعودية تصدر حوله تقريرا سنويا أو نصف سنوي تستند إليه مؤسسات المجتمع في استنباط المؤشرات ومعدلات سير مستوى الخدمات ويساند القطاعات في تحسين أدائها بناء على تحليل علمي مقارن. فلو أن التقارير الاقتصادية تدعم من قبل جريدة "الاقتصادية" فيكون هناك تقرير موثق مرجعي للقطاع الخاص يعكس حركة الاستثمارات وأنشطتها وتتعاون معها جمعية الاقتصاد السعودي والغرف التجارية. في مجال آخر تتميز جريدة "الرياض" بإصدار تقرير مشابه في إحصاءات القطاعات العامة وتأثيرها في نقل الخدمة المرجعية على مستوى المملكة يكون مرجعا موثقا لكل مطلع. وآخر تتميز به جريدة "عكاظ" عن الحركة السياحية في المملكة وما هو الجديد في الإنتاج الإعلامي والمواقع المطورة من ...إلخ. وآخر تقوم به جريدة "المدينة" لتغطية الحركة الثقافية في المملكة يكون كشافا لكل جديد في هذا المجال الأدبي والثقافي يساعد المسؤولين على تلمس الاحتياجات ووضع أيديهم على أهم المحركات المثالية. ولجريدة "الجزيرة" مثلا دور في نشر تقرير مرجعي في أحدث تقنيات المعلومات والاتصالات وكل جديد نزل الأسواق العالمية والخليجية والسعودية وكيف أن ذلك مدعاة للجامعات والمؤسسات العلمية في تطوير تعليمها الإلكتروني من خلال ذلك سنويا. وهذا ليس كل شيء ولكن هناك تقريرا عن الزراعة وآخر عن التنمية الحيوانية ومن الأهمية بمكان أن يتم عرض معلومات عن التصحر وأحوال المياه وأنواع الطاقة ومن ثم الصناعة والمنتجات المحلية والخارجية وجودتها في مقارنات علمية ممنهجة. إضافة إلى ذلك تتبع حركة النقل والمواصلات وما استجد فيها من خطط تطويرية على مستوى المدن والمملكة بصفة عامة. أما ما يتعلق بالتعليم وما استجد فيه من نظريات حديثة ومناهج وغيره فيمكن أن يصدر تقرير على مستوى المملكة ينقل فيه مشاعر الأكاديميين والمختصين على هيئة تحليل منطقي للحركة العلمية والتعليمية بالأرقام. ولعشاق الرياضة الذين تزيد نسبتهم على 80 في المائة من سكان المملكة اهتمام خاص بتحليل النتائج ومقارنتها بالعوائد الأمر الذي يعود على الأندية والمنتخبات والقطاع الرياضي بقفزات محسوبة ومخطط لها بطريقة أفضل, كما أنها يمكن أن تكون كشافا للأندية والجهات المختصة في الطريق للتخصيص والارتقاء بمستوى الألعاب الرياضية بشكل عام. أما ما يتعلق بالصحة فإن التخصصات المختلفة قد تغري الكثيرين بإصدار عدة تقارير تشرف عليها مراكز تخصصية وتكون موثقة المعلومات تجتمع في مجملها لتنهض بالوضع الصحي إجمالا وتنشره جهة يحددها مجلس الخدمات الصحية مع مصلحة الإحصاءات العامة أيضا. أرى أن من فوائد هذا التوجه ما يلي:
إيجاد قواعد بيانات منظمة ذات مرجعية محددة تساعد الجهات المختلفة على تقنين وضع معلوماتها واستخدامها, وهذا سيضع كل الجهات أمام مسؤولياتها لبناء استراتيجيات ووضع خطط تنفيذية مبنية على معلومات موثقة.
الوثوق بمرجعية المؤشرات والمعايير عند القيام بدراسة تحليلية أو تقديم تقرير, فيتم بذلك تشجيع حركة التطوير المبنية على البحث والدراسة.
تكوين مجموعات وفرق سعودية متخصصة في صنع التقارير الإحصائية والتحليلية على مستوى عال من التخصصية, مما يرفع من مستوى الفرد الثقافي ووعيه في تناول قضايا الوطن إجمالا.
إخراج النشر السعودي على مستوى العالم بنهجه لأسلوب حضاري مثل هذا وفرض انتشار أسماء المصادر الإعلامية البارزة المشرفة على هذه التقارير.
أعتقد أن إصدار ما يسمى بـ "التقرير النصف سنوي/الربعي/ الشهري" سينقل الإعلام السعودي نقلة نوعية جديدة في وضع المعلومات والبيانات ومستوى الاهتمام بها وهي في نظري خطوة تنموية. والله الموفق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي