تجربة دبي والفكر الاستثماري العقاري

[email protected]

تجربة دبي في مجال جلب الرساميل واستقطاب كبرى الشركات العالمية في المجالات كافة وقدرتها على تهيئة الأرضية الصلبة لأي استثمار تجربة تستحق التقدير والاشادة ويجب الاستفادة منها وأخذ الأفضل وبما يتناسب مع بيئتنا. في القطاع العقاري مثلا تجد مئات المباني يتم تشييدها الأن وعلى مدار الساعة، فالدراسات التسويقية والفنية للمشاريع العقارية والسياحية وشركات البناء والمقاولات والشركات الهندسية كلها تعمل وفق جدول زمني محدد والاموال تصرف على هذه المشاريع دون تأخير، والعمل يسير على قدم وساق دون مشكلت وعدد الكرينات - الأوناش - العملاقة التي تجدها فوق المباني بالمئات وكانها سحبت من جميع دول العالم لبناء دبي، ليس هناك سر في ذلك فالرؤية بعيدة المدى والتخطيط الاستراتيجيي والتنظيم والمتابعة مع التصميم والإرادة أهلت دبي لتكون على ما هي اليوم.
الثورة العقارية في دبي أوجدت أسواقا ثانوية لجميع الأنشطة المساندة وهي بالمناسبة تعمل بمليارات الدولارات مثل مكاتب دراسات الجدوى الاقتصادية ودراسات السوق والمكاتب الهندسية وشركات المقاولات وشركات التسويق والتمويل العقاري والصناديق الاستثمارية العقارية وغيرها. ولن تجد من يعمل بمعزل عن الآخرين بحيث يكون صاحب القرار الاستثماري دون الاستعانة بأصحاب الرأي والخبرة مثل من اتخذ قرار الاستثمار في المشاريع العقارية دون سابق خبرة وبانتظار صحوته من غفوته ليتخذ القرار لبدء التنفيذ وينتظر المساهمين والمشروع سنوات وسنوات قبل أن يحصل على التصريح ويبدأ التنفيذ، ثم يتصرف في أموال المشروع دون أدنى اعتبار لتبعات ذلك.
إن تقييم الفكر الاستثماري يبنى على الإنجاز وتنفيذ المشاريع على ارض الواقع وليس بكثرة التصريحات والوعود التي لم نأخذ منها إلا الصداع المزمن ومعاناة عشرات الآلاف من المساهمين المساكين، ولو راجعنا تصريحات الإعلان عن المشاريع الجبارة التي أعلن عنها والتي ستخدم الوطن والمواطنين خلال السنوات الخمس الماضية لوجدناها بالعشرات ولم ير النور منها إلا قلة لا تكاد تذكر.
إذا ما هو مستوى الفكر الاستثماري العقاري، وما هي أدوات التقييم التي يمكن الاعتماد عليها في ذلك؟ وهل لدينا القدرة والتأهيل لتنفيذ ذلك؟ مشكلتنا في التخبط الذي يعيشه العديد من شركاتنا العاملة وبعض الأفراد في هذه الصناعة مع وجود تدخل وتداخل في الأعمال من أناس لا يملكون الخبرة والتأهيل والنتيجة ما شهدناه من مشاريع على الورق. إن وجود المستثمرين أصحاب رؤوس الأموال مطلب ملح حتى لو كانوا لا يجيدون الاستثمار في العقار، إنما التفكير في التحالف مع من لديهم الخبرة والمعرفة والقدرة على صناعة الفرص وتسويقها هو المطلوب، لكن لا يمكن أن يكون المستثمر هو المطور والمسوق وصانع الفرصة وصاحب الرأي الأوحد حتى لايتكرر سيناريو شركات المشروع اليتيم المتعثر او شركات المخطط الواحد.
نتمنى أن نرى مشاريع عملاقة تخدم الوطن والمواطن بعيدا عن التصريحات الرنانة والبحث عن الشهرة التي لم نجن منها سوى الوعود والآمال والآلام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي