السياحة مرتبطة بالرياضة
الرياضة بكل أنواعها أحد العوامل الجاذبة للسياحة والسياح، خاصة إذا كانت الدولة "المستضيفة" تجيد صناعة السياحة، ونحن نعيش هذه الأيام أحداث البطولة الآسيوية التي يخوض فيها "منتخبنا" الوطني أهم مبارياته هذا اليوم، نتمنى من الأعماق أن يكون الفوز من نصيبه ليعود لنا بالكأس كما حصلنا عليها ثلاث مرات سابقة، وهذا ما يجعلنا نتابع يوميا فعاليات البطولة التي لم تحظ بحضور جماهيري من الدول المشاركة، خاصة بعض الدول الآسيوية التي حظيت باستضافة هذه البطولة ما عدا "إندونيسيا"، التي يحضر مبارياتها أكثر من 100 ألف مشاهد.
أما الدول الأخرى المستضيفة والمشاركة ليس لها حضور جماهيري، ويرجع السبب لعزوف الجماهير هو "لا صناعة سياحية" جيدة. ولا أعلم كيف لدول أن تستفيد من قيام "مسابقات رياضية" على أراضيها إذا لم تكن دولا جاذبة للسياح كرافد اقتصادي يرفع من اقتصاد هذه الدول التي لا تملك "روافد بترولية" مثلها مثل الدول الآسيوية الخليجية التي تسكن وإياها في هذه القارة الصفراء، مما أثر في "جمال المباريات"، فالجو السيئ والرطوبة والازدحام السكاني وأمور أخرى حرمت الدول الآسيوية من "الاستفادة" من هذه البطولة التي خرج ممثلوها .. خاصة الدول الأربع المستضيفة.
ولم يتبق إلا فيتنام، وأعتقد أنها هذا اليوم ستكون أول الراحلين، إلا إذا حدثت مفاجأة وما أكثر هذه المفاجآت في هذه البطولة الآسيوية، وهذا السبب يعود "لضعف الاتحاد الآسيوي"، الذي يعتقد أنه خدم هذه الدول عندما وزع الفعاليات والمباريات بين أربع دول، وأعتقد أنها "عملية ترضية ليس إلا"، لكنها حقا كاستعداد فني وجماهيري ليست مؤهلة ما عدا منتخبي إندونيسيا وفيتنام، والغريب أن هذا الاتحاد الذي يترأسه "ابن همام" لم يوفق في إدارة هذه الفعاليات ولن يكرر هذه "الفوضى" مرة أخرى، ولا أعلم لماذا لم تقم في إحدى دول الخليج، وعلى سبيل المثال، في المملكة العربية السعودية، التي لو أقيمت فيها ستنجح لأسباب كثيرة، حيث إننا نملك الملاعب والجماهير والإمكانيات الإعلامية والأمنية والتميز الرياضي، ولقد مررنا بتجربة ناجحة عندما .. استضفنا سابقا.. بطولة كأس العالم للشباب. فكيف بنا الآن ونحن الأكثر خبرة والأكثر حضورا في كأس العالم والأكثر حصولا ومنافسة على كأس آسيا. ما علينا. ونعود للرابطة القوية التي تجمع "السياحة بالرياضة"، وينتج عنها "الحضور الإعلامي" على كل القنوات الفضائية، فمتابعة الجماهير للفعاليات يجعلنا تحت الأنظار طوال شهر وهو عمر البطولة، ولن ننسى "بطولة الآسياد" التي استضافتها دولة قطر الشقيقة وحصلت على ذهبيتها، أتذكر حينها أن "الدوحة" كانت تتصدر كل وسائل الإعلام طوال عمر الفعاليات مع التأكيد على استعدادها الجبار لهذه البطولة، فمن هذا المنطلق يجب أن نستعد أكثر لمثل هذه البطولات الكبيرة بالمنشآت والمجمعات الرياضية والفنادق المتخصصة، خاصة ونحن نملك أقوى دوري عربي، كما أننا نملك أفضل الأندية الرياضية وأفضل النجوم الرياضية الذين نفتخر بإنجازاتهم، مبروك مقدما لتأهل الصقور الخضر لدور الأربعة إن شاء الله، قولوا آمين.
خاتمة: .. الرياضة والسياحة توأمان لا ينفصلان.