فقاعات المشاريع الوهمية

[email protected]

لاحظنا كثرة الفقاعات والتصريحات الإعلامية والاحتفالات التي تسبق كل مشروع بحجة الإعلان عن تدشينه وظهور كبار المسؤولين في الشركات الخاصة والأفراد للإعلان عن هذا المشروع الحيوي والذي سيخدم الوطن والمواطن ثم تطوى الصفحة ولا نرى أي أثر لتقدم هذه المشاريع، وتغيب شمس المسؤولين وإنجازاتهم والذين تسابقوا للظهور بأجمل حلة في وسائل الإعلام عند حفل الإعلان عن المشروع مدفوع القيمة مقدما، وبعد فترة يظهرون لنا بشطحة أخرى سعيا لإبقائهم قريبين من الأضواء التي كثيرا ما تبهرهم، ولو راجعنا تصريحات هذه الشركات أو أولئك المسئولين وقارناها بواقع الحال لهذه المشاريع لتبين لنا حجم المشكلة التي تصيب مجتمعنا من هؤلاء ويمكن أن تسهم في إبعادهم عن الإعلام لانكشافهم وبسرعة ظهورهم نفسها.
البعض يتلذذ في ابتكار الوسائل لإبراز نفسه وبأي طريقة حتى لو كانت مبتذله، وهناك من يقنع في البداية بظهور اسمه في الأخبار التي توزع على الصحف ويفرح بذلك كثيرا ثم يطلب ظهور الصورة مع الخبر، ويتطور الأمر إلى شراء بعض المساحات الإعلانية مقابل إبرازه وصوره في أخبار وفقاعات إعلامية فيها الكثير من البهرجة، ويصل الأمر إلى طلب أن يكون فتى الغلاف وإلا لن يظهر في المطبوعة – أقصد لن يعلن - وخصوصا بعض المطبوعات المتخصصة التي تقتات على مثل هذه اللقاءات المدفوعة الثمن، من حق الجميع أن يبرز إنجازاته ولكن ليس بحسابات المصالح الشخصية والظهور على حساب العمل.
هناك شركات لا تملك من المؤهلات ما يكفي لإظهار اسمها في الوسائل الإعلامية فضلا عن حصولها على مشاريع عملاقة بمئات الملايين من الريالات إن لم تكن بالمليارات وتجدها في قمة هرم المشاريع الخاصة من دون منافسة عادلة بسبب المجاملات أو المحسوبيات حتى وان كانت مساهمة، وقد تكون بعيدة كل البعد عن هذا التخصص وحين تراها من الداخل تجد ترهلا إداريا وخمولا فكريا يوازي ذلك ويضرب به المثل، وبرغم ذلك ما زالت الفرص متاحة أمامهم دون غيرهم من المؤهلين علميا وعمليا.
هل استوعبنا الدرس من الفقاعات التي عشناها خلال السنوات الماضية حتى وإن كانت فردية لبعض المساهمات والمشاريع العقارية والتي ملأت سماء الصحف والفضائيات وكانت أخبارها على كل لسان، وفي النهاية تمخض الجبل وولد مشاريعا ومساهمات متعثرة لم يتم حلها إلى اليوم، وما زالت السوق تعاني من بعض هذه الشركات التي جمعت المليارات من المواطنين الأبرياء الحالمين بالثروة ممن تبخرت أحلامهم وآمالهم وأصبحوا يحلمون مجددا ولكن الحلم اليوم يكمن في استعادة رؤوس أموالهم.
الأخ احمد الغامدي يعاني من مماطلة إحدى الشركات العقارية في تصفية مساهمتها في مكة المكرمة ويقول انه مل من كثرة الوعود من الشركة بتصفية المساهمة، أقول لست وحدك وليست شركة واحدة إنما لا تسكت عن حقك وطالب به فأبواب ولاة الأمر مفتوحة لكل صاحب حق إن لم تنصفك الشركة أنت وغيرك من الإخوة المتضررين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي