شباب أعمال جدة
افتتح معالي أمين محافظة جدة المهندس عادل فقيه هذا الأسبوع معرض "شباب الأعمال" الذي قامت بتنظيمه لجنة شباب الأعمال في الغرفة التجارية في محافظة جدة، وكان ذلك بمشاركة قرابة 40 شابا وفتاة من أصحاب الأعمال المبتدئين، وتعد مثل هذه المناسبة من المناسبات التي تساهم في تشجيع الشباب والفتيات على إطلاق مشاريعهم الناشئة، والجميل في المعرض أن عدد الفتيات المشاركات تجاوز عدد الشبان، كما تميزت مشاركاتهن بحسن التنظيم والتنوع، واعتمدن في مشاريعهن على المواهب والقدرات مثل التصوير والرسم وإعداد المأكولات، في حين ركزت مشاريع الشباب على تقديم الوكالات الجديدة أو تسويق المنتجات.
ومثل هذه المعارض والفعاليات لشباب الأعمال تساهم بشكل كبير في تشجيع القائمين على المشاريع ودعمهم وتوفير سبل النجاح لهم وتسخير الوسائل المتاحة لتطوير أنشطتهم ودعم جهودهم، ولعل في مقدمة ما يحتاج إليه صاحب المشروع الصغير هو التسويق والتعريف بمنتجه أو بما يقدمه من خدمة فصاحب المشروع المبتدئ يجد عقبة كبيرة في التعريف بمشروعه من خلال وسائل الإعلان التقليدية لارتفاع أسعارها، ومثل هذه المعارض تساعد بشكل كبير على تحقيق هذا الهدف.
ولعل وجود مثل هذه اللجان في مختلف مناطق المملكة يساهم بشكل كبير في دعم أصحاب المشاريع الناشئة ورفع نسبة نجاحها في الأعوام الأولى من تأسيسها، كما توجد مثل هذه اللجان نوعا من التكاتف والتعاون فيما بين أصحاب هذه المشاريع الناشئة، فبعضهم متخصص في نظم المعلومات وآخر في مجال النقل وثالث في الديكور ورابع في خدمات الإعلان وغيرها من المجالات الأخرى التي تساهم في اجتماعها مع بعضها بعضا في مكان واحد في التعارف وبحث سبل التعاون وتبادل الخبرات والتجارب.
ومن التجارب الجميلة في معرض "شباب الأعمال" وجود مشاريع مبتدئة لأبناء بعض العائلات التجارية، وقد حرص أصحابها على تقديمها بهوية مستقلة وبإدارة ذاتية دون الاعتماد على النشاط التجاري للعائلة، ما يساعد على دعم روح الكفاح والتحدي وإعادة روح العصامية لدى أبناء العائلات التجارية.
لقد كان افتتاح معالي الأمين المعرض دعما كبيرا لأصحاب المشاريع الناشئة، فهو بذلك يؤكد بأن الأمانة تحرص على دعمهم وتسهيل التراخيص الخاصة بهم وتلبية احتياجاتهم، والسعي نحو توفير سبل النجاح لمشاريعهم، بل إن الأمانة تسعى حالياً إلى إنشاء أسواق موسمية جديدة يشارك فيها أصحاب المشاريع الناشئة وتساعدهم على تسويق منتجاتهم وخدماتهم.
إن تنظيم لجنة "شباب الأعمال" في الغرفة التجارية في جدة مثل هذا المعرض، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المملكة لهم، عمل رائد وجميل ويجب مواصلة تفعيل دور اللجنة لبحث الوسائل المناسبة لتشجيع أصحاب المشاريع الناشئة، وتطوير مستوياتهم وقدراتهم وتحفيزهم ومساعدتهم والوقوف إلى جانبهم عند وجود أي عائق، فهناك العديد من المشاريع الناشئة لم يكن لها أن تفشل وتغلق أبوابها لو وجدت بجوارها من يقف معها بالرأي والمشورة والدعم.
إن أصحاب المشاريع الناشئة هم أبطال حقيقيون، فهم أصحاب مبادرات منهم من رفض أن يبقى عبداً للوظيفة الحكومية أو الخاصة ومنهم من رفض أن يبقى حبيساً في سجن البطالة يتنقل بملفه (الأخضر) من دائرة حكومية إلى أخرى أو من مؤسسة إلى شركة، وقد قام هؤلاء بوضع كل ما يملكون من مال في هذه المشاريع الناشئة، وسخروا أوقاتهم وجهدهم وإمكانياتهم من أجلها، وبعضهم عانى الأمرين في سبيل الحصول على التصاريح وآخرون قاموا بالاقتراض والمغامرة في سبيل إنجاح هذه المشاريع وتطويرها، وأعتقد أن الوقت قد حان لإيجاد جهة إشرافية على مستوى الدولة تهتم بأصحاب المشاريع الناشئة وتحرص على رعايتهم وتحفيزهم وتذليل العقبات من أمامهم لينجحوا في مشاريعهم ويساهموا في دعم اقتصاد وطنهم.