الفضاء الفارغ!
[email protected]
الإحباط الأكبر الصادر عن بعض الفضائيات أنها تصنع من بعض المغمورين إعلاميين مهمين، كما تفعل مع بعض "سقط المتاع" لتجعل منهم مفكرين منظرين، هم الأدرى والأفهم بحال العرب والمسلمين، ولكي تكتشف ذلك ما عليك إلا أن تنتقل من محطة إلى أخرى، ولا تنسى أن تمر على قناة "الجزيرة" صاحبة الرداء الذهبي .. وحتى القنوات الرياضية والثقافية هي في الشأن نفسه من خلال تبنيها تافهين متملقين، أسهمت معهم في احتقار الفكر الرياضي والثقافي.
ما علينا من ذلك لنعد ونؤكد أن أشباه شعبان عبد الرحيم موجودون بكثرة والضاحكين عليهم مستمرون في مشاهدتهم .. ليس إلا لأن أراجوزات حاضرة للتسلية موجودة أمامنا. وعليه فقد أصبح لزاماً علينا أن نترحم على حال البرامج التلفزيونية، خاصة الحوارية منها ، هذه الهيئة التي أصبحت من النوادر في وقتنا ، تلك الحال التي كان فيها المقدم عنوانا للمثقف القادر على استنباط الحقائق من ضيفه ، والضيف هو ذلك الشخص الفخور بمعلوماته القادر على إثراء المتلقي ، سريع التفاعل مع كل ما يخص موضوعه، باحثاً عن الارتقاء الفكري لمجتمعه.
نترحم على النقل المتدفق بقوة كالسيل الجارف، انطلاقاً من برامج، إما عدوانية كيدية كما تفعل القناة الصفراء وإما تافهة مملة كما هي قنوات الشعر والرياضة وكذلك الثقافة.
الحقيقة أن الألم انطلق حينما انصرف كل منهم إلى الهم الخاص به ، وما يتبع ذلك من ربحيات زائفة ، لأنهم لم يروا في أنفسهم إلا طموحات بليدة ضعيفة جعلتهم مشوهين تافهين.
إن الفضائيات العربية سواء التجارية أو الحكومية تعيش صراعاً داخلياً مقلقاً لأن الغث قد سيطر على المفيد، وقد نال كل نصيبه من ذلك .. ويبدو أن حمى السباق والتكسب قد دفعتهم إلى التخلي عن كل مقومات الأمانة والموضوعية وحتى نوعية البرامج والضيوف.
أختم بالقول إن هؤلاء مساكين متكسبون، لكن المشكلة الكبرى ما يذهب إلى أولئك الذين لا يحتاجون إلى التكسب، من فرط حقد دفين يكاد أن ينفجر في صدورهم، ولكي يسلوه ويحتملوه فهم على استعداد أن يدوسوا على كل المبادئ والمصداقيات لكي يشتموا ويكذبوا ويلفقوا .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.