"الخطوط السعودية" تعاني الحجوزات أيضا!

[email protected]

مثير أن نتصور أن "الخطوط السعودية" تعاني الحجوزات لكن من نوع آخر وهو عدم قدرتها على شراء طائرات جديدة حتى عام 2011, كما صرح أخيرا مدير عام "الخطوط السعودية" المهندس خالد الملحم أنها لا تستطيع أن تلبي حاجتها من الطائرات في المستقبل القريب, فصناعة الطيران الآن في قمة وهجها ونموها, وبالتالي طلب الشركات العالمية الآن هو في ذروته وقائمة الانتظار طويلة, وهذه مشكلة كبيرة للناقل السعودي الأول. ومن يعرف قليلا عن "الخطوط السعودية" وعن خدماتها الأرضية أو الجوية, هي في تقديري وكل من يعرف خدمات الطيران العالمية, كـ "الإماراتية" أو "السنغافورية" أو "لوفتهانزا" أو "السويسرية", سيدرك أي تخطيط وضع لـ "الخطوط السعودية" وأنها متأخرة, لدرجة أننا لم نستثمر صناعة النقل لخدمة الوطن, من خلال توفير مقاعد خدمة نقل جوية محلية ودولية مستمرة وبأسعار جيدة, واستغلال موسم السفر لدينا, فلدينا مواسم "هروب" أو سياحية عديدة يستغلها كل مواطن للسفر بأقرب رحلة, أو المواسم الدينية من حج وعمرة. كم مليارا تخسره الدولة من هذا الفاقد الذي يحدث؟ كم فرصة عمل لا تتاح لدينا في ظل ضعف خدمات الناقل الجوي السعودي, سواء من خدمات أرضية أو جوية؟ لماذا أصبح عدد الطائرات السعودية يقارب 100 طائرة فقط وتركت الفرص للمنافسين الجدد المحليين دون سابق خبرة, و"طيران الإمارات" في الجوار يفوق أسطولها عدد الطائرات السعودية بالضعف مع الصفقة الجديدة التي أعلنت عن شراء 107 طائرات (يعادل الأسطول السعودي كاملا محليا ودوليا وشحنا) بقيمة 111 مليار (المصدر "جريدة الاقتصادية" تاريخ 25 حزيران (يونيو) 2007), وحققت أرباحا عن عام 2006 م ما يقارب 3.1 مليار درهم, ولكم الفارق في تقدير هذه الأرقام وحركة الطيران والحاجة لدينا ولدى الإماراتيين. نعم الإمارات استغلت موقعها الاستراتيجي من مطار واحد فقط وهو "دبي" , ونحن لدينا شمالا تبوك وجنوبا " جازان , وشرقا الدمام والوسط الرياض والغرب جدة لم نستغل كل هذا, ولدينا مطارات تقارب 22, ولكن لا توجد لدينا طائرات تكفي.
مطار جدة "مطار الملك عبد العزيز يفتقد كل ما يمكن أن يقال إنه مطار بمعايير عالمية فلا صالات ولا تكييف ولا لوحات وغيره كثير من التفصيل, وهو أول محطة للقادمين للأماكن المقدسة والسائح المحلي. في هيثرو في لندن كل دقيقة تقلع طائرة وفي الدقيقة نفسها تهبط طائرة, ونحن في الساعة الواحدة طائرة دولية تأتي من دول الشرق تحمل إما سائقين وإما خادمات, وانظر سرعة الإنجاز, لاحظ خدمات الدرجة الأولى أو الأعمال في المطارات الدولية لدينا, في حال وجود رحلتين دوليتين أو محليتين عليك الانتظار في الخارج, لن أخوض في تفاصيل كثيرة لأنني سأحتاج إلى الكثير من الكتابة, ولكن مرة أخرى أقول أين طائراتنا؟ أين "الخطوط السعودية" من التخطيط للمستقبل؟ لماذا إذا سبقونا في الإمارات وقطر؟ في معرض روبرجيه في فرنسا انظر كم اشترت الإمارات وقطر من طائرات, وسبقتها أيضا مشتريات سابقة, ونحن لم نجد طائرات إلا "إمباير" البرازيلية , هل هي موجودة؟ الفاقد كبير, والمشكلة أكبر, والتضخم الإداري غير محدود, والخدمات سيئة, والحجوزات بالواسطة "وحب الخشوم" والفرص نقدمها للمنافسين ونحن لسنا منافسين لأن ليس لدينا أدوات المنافسة. يجب أن نبني وننظر للمستقبل, وننتفض ونفكر بعقلية التاجر الباحث عن ربح وعميل, لا بالعقلية النمطية التي لا تقدم شيئا. هذه عقود لعقود من السنوات وأثبتت التجربة أننا لا نخطط لعقود, والمثال أمامنا "الخطوط السعودية", التي لا تملك طائرات كافية, لذا نحن دائما في أزمة الرحلات والسفر في الصيف, في رمضان, في الأعياد, في الحج, في الشتاء, وفي كل موسم, فماذا لدى "الخطوط السعودية"؟ وهي لم تستعد للمستقبل, فأين طائراتكم يا خطوطنا العزيزة؟ وطبعا لم أتحدث عن نوعية الطائرات الموجودة لدينا والخدمات, فيكفي أن تشاهد الخدمات التلفزيونية في الطائرات, حتى أنني حفظت أهداف بيليه وديدي وجارنيشيا عن ظهر قلب منذ سنوات, وفي النهاية تقول "الخطوط" نعتز بخدمتكم؟ وأقول هل لدينا غيركم؟ هناك بديل الآن, وأتمنى أن تفتح المنافسة بالمناقصة للقطاع الخاص وسنرى كيف يكون الحراك الفعلي, رغم أن الرخصة المحلية الأخيرة منحت محليا ودوليا على نطاق محدود وتسهم بجزء من الحل, ولكن أبحث عن خطوط سعودية مرموقة عالميا, نفتخر بها , كما هو حضور "الإماراتية" في كل مطارات العالم بشخصيتها المميزة, بدلا من المشاركة في الخدمات مع الخطوط الأخرى.
آخر ما قرأت عن الرحلة 552 المتجهة من الرياض إلى دبي, وبعد تسلم بطاقة صعود الطائرة قالوا للمسافرين بعد طول انتظار, نعتذر لا توجد طائرة أصلا, كما ذكرت بعض الصحف يوم الأحد الماضي, أعان الله المهندس خالد الملحم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي