نحن والسينما العالمية!

[email protected]

شاهدت فيلماً أمريكياً، كانت الإثارة حاضرة فيه وأسماء الأبطال ممن يلفت الأنظار ويشجع على المتابعة. ومع تسلسل الأحداث الدرامية للفيلم كان السيناريو يحتم وجود شخصية عربية في الفيلم ، لكن .. كيف سيجسد منفذو الفيلم هيئة العربي وشكله؟ والأهم من ذلك متطلباته ورغباته. كان فحوى السيناريو يذهب إلى تاجر عربي يريدون أن يعقدوا معه صفقة رابحة لهم ، لكن كيف الطريق لإقناعه؟ وبلاشك، لن يحتار المشاهد، فمجرد حفلة ماجنة لا تخلو من داعرات وعربدة كفيلة بأن تجعله يلين ويوقع الاتفاق. بصفة عامة استنتجت أن هذه هي النظرة التي ينظر بها الغرب للعربي ، مهما علت ثقافته أو وصلت سعة أفقه ، ويجسدها من خلال أفلامه.
قد يقول معارض إن تلك صورة معينة، ولا يعنينا ما تحتوي عليه، مادام أننا غير موافقين عليها .. ومن جهتي أقول ، لا نستطيع كعرب أن نتابع أي فلم أو نقرأ رواية ونحن بمعزل عن واقعنا الصعب الذي نعيشه ، ولذلك نحن شغوفون دائماً بمعرفة الطريقة التي ينظر بها إلينا ذلك الغرب .. ومع تكرار تلك النظرة وعدم وجود محاولات لتغييرها فتظل في النفس غصة ، لأننا أصبحنا ، أقل اعتباراً لديهم قياساً بما يحدث لليهود ، فمن يجرؤ على الاستهزاء بهم أو النيل من أحدهم عبر الأفلام أو الروايات ؟ واسالوا السينمائي ميل جيبسون ،والمفكر جارودي وغيرهما .
الحقيقة أن الصورة السيئة التي تنقل دائماً عن العربي لا تخرج عن الشبق الجنسي، أو الإرهاب، وحتى الاغتصاب، وإما ذلك الرافض الغاضب دائماً، هي صور لم تتغير، لأن أولئك المخرجين وقبلهم كتاب القصة والرواية وحتى السيناريو يعيشون تحت تأثيرات مختلفة إما سياسية ، أو آيديولوجية تجعلهم يصورون العربي ككائن مليء بالسلبيات والرذائل .. والمخزي أكثر في ذلك أن هناك بعضاً من العرب يساعدونهم على تقديم تلك الشخصيات بكل السلبيات التي تحملها.
هنا نحن لا نحمل على كل السينما العالمية فهناك من المنتمين لها من الموضوعيين الذين يتعاملون مع فنهم على أنه وثيقة مشاهدة لعصر يعيشونه ، محايدون واقعيون ، لا يخنعون ، والسينما في أمريكا وأوروبا حافلة بذلك ، لكن المشكلة الأكبر تكمن في السينما العربية ، التي مازالت في إطارها التجاري الذي لم يستطع أن يكون ذا تأثير حتى على المشاهد العربي ، كيف لا ومعظم منفذيها وأبطالها ، هم من المهرجين ، أو العواجيز المسيطرين.
نعود إلى ما بدأنا به، لنشير إلى أننا قد أسهمنا في وضع تلك الصورة القبيحة عنّا إما بأفعالنا، وإما بخنوعنا واستسلامنا، ولكن السبب الأهم أننا لا نملك الثقافة القادرة على المنافسة من فرط تأخرنا، وعليه فلنستمتع مع الآخرين بكل لقطة تظهر للعربي من خلال السينما الغربية!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي