نحو سوق محترفة

[email protected]

الأخ سعود التركي طالب سعودي يدرس في الولايات المتحدة الأمريكية أرسل لي رسالة إلكترونية يطلب رأيي في التخصص الجامعي المناسب الذي يدرسه بحيث يكون مطلوبا لسوق العمل خلال السنوات المقبلة. وأقول للأخ سعود وللإخوة ممن يتلقون تعليمهم داخل وخارج المملكة إن عملية تحديد التخصص المناسب والذي سيستمر أو يزدهر أمر لا يمكن التكهن به بسبب أسلوب التعليم نفسه وكيف يمكن أن نهيئ جيلا من الشباب يستطيع التأقلم مع سوق العمل والجاهزية لتسلم المهام بعد التخرج مباشرة. والمشكلة ليست في التخصص إنما في نوعية المواد التعليمية ومدى مواكبتها لمتطلبات السوق والبيئة التي نعيش فيها.
هناك مؤشرات يمكن الاعتماد عليها - بعد الله سبحانه وتعالى - في توقع التخصصات المطلوبة مستقبلا، وهناك تخصصان أعتقد أن الطلب عليهما في تزايد وهما التسويق والمالية.
والحديث حول هذا الموضوع يقودنا إلى أهمية النظرة المستقبلية في تخطيط التعليم الجامعي وطريقة تهيئة الشباب عمليا ونظريا للانخراط في سوق العمل الحكومي والخاص بعد التخرج مباشرة.
لاشك أن التعليم لدينا يمر بمرحلة حساسة هذه الأيام، حيث إن تحديث المناهج والسعي نحو تطوير التعليم بجميع مراحله هو الشغل الشاغل للمسؤولين ونتمنى أن تكون مخرجات التعليم مواكبة لمتطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية ونصل إلى وضع المناهج التي تتوائم مع احتياجات سوق العمل حاضرا ومستقبلا. القطاع العقاري من القطاعات الحيوية والمهمة في مختلف دول العالم وضرورة النظر في استحداث تخصصات جديدة أما معاهد أو كليات تعنى بإدارة وتسويق والاستثمار في العقار وتدريس تخصصات متعددة ترتبط مباشرة بصناعة العقار مثل المشاريع العقارية السكنية، السياحية، الصناعية، المجمعات العقارية، إدارة الأملاك، التمويل والرهن العقاري أو الأنشطة المساندة مثل المقاولات والتصاميم الهندسية وإدارة المشاريع.
إن إنشاء معهد أو كلية للسياحة والعقار أما من خلال الحكومة أو القطاع الخاص أعده حاجة ملحة للمتطلبات الحالية والمستقبلية لسوق العمل شريطة أن تكون على مستوى احترافي بعيدا عن النمط التقليدي في التلقين. والاعتماد على التعليم والتدريب النظري والعملي والاستعانة بالخبرات المحلية والأجنبية في صياغة المناهج وتحديد طرق ووسائل التدريس.
إن إيجاد مثل هذا التخصص سيكون من العوامل المساعدة على استيعاب العديد من الطلبة ويسهم في حل مشكلة توفر المؤهلين علميا للخوض في غمار العمل العقاري والسياحي.
وأملي ألا تكون برامج التدريس والتدريب مقتصرة على التثمين والبيع والدلالة وأسلوب افتتاح وإدارة مكاتب العقار السائد حاليا حتى لا نسهم في تضخم الفكر التقليدي الذي أخرنا كثيرا.
وأخيرا، أقول للأخ سعود وغيره من الإخوة إن الاستثمار في بناء الفكر والاهتمام بالقراءة والاطلاع والتدريب والاحتكاك مقرونة بالتأهيل العلمي ستسهم لاشك في تجاوز مرحلة البحث عن الوظيفة والراتب، والقلق الذي يصاحبهما. والمطلوب الصبر والعمل الجاد والسعي لاكتساب الخبرة أثناء الدراسة من خلال العمل وقتا جزئيا في الصيف وسنجد أنفسنا مطلوبين ليس بسبب التخصص إنما في العقلية ولن نقلق في البحث عن وظيفة بل هي من سيبحث عنا.

رئيس فكر الدولية
جدة - فاكس: 6912060

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي