قراءة المؤشر العقاري
الفصل الأول
ماذا يعني المؤشر العقاري؟ وماذا يستفاد من قراءته؟ وما هو المطلوب من مؤشرات رديفة أخرى؟
المؤشر العقاري الذي يصدر من أي جهة رسمية ما ليقدم لقارئه قوى العرض والطلب على العقارات بجميع أنواعها ومن دون أي استثناء في حالة ما إذا كان البيع بالنقد (إذ إن المؤشر لا يعتد بالمقايضة أو المنحة أو الهبة في حين عدم وجود مبلغ رقمي مالي مرصود لذلك).
إن سجل المؤشر العقاري أسبوعي وصادر من الإدارة العامة للحاسب الآلي في وزارة العدل في الرياض والدمام وحتى الآن جدة والمناطق الأخرى بحول الله آتية. وعلى أي حال، الكثير من المعلومات تستطيع أن تستقرئها من هذا المؤشر، والحقيقة أنه يخدم عددا كبيرا من القطاعات المالية والتجارية، على سبيل المثال فإن معرفة عدد الفلل التي تم إفراغها في حي المحمدية في الرياض أو حي النزهة في الدمام أو عدد الشقق أو عدد الأراضي لا بد أن يعود بالمنفعة الإحصائية والتكتيكية والتنفيذية على المؤسسات المالية والعقارية. إذاً ما هي الفائدة من ذلك؟ ولماذا تلك المعلومات ذات أهمية على القطاع التجاري والمصرفي؟ بملخص شفاف وواضح إن جميع المعلومات المقدمة تساند في تحليل التوجه العام في الشراء والبيع والاستثمار وغيره وإدراك أي نوع من العقارات متوائما مع قوة العرض والطلب ويقتل الشائعات أو يقلل من ضررها.
إن الأهمية في سرعة إعادة هندسة الإجراءات المعلوماتية لتلك الخطوات وتحديد المسؤوليات لكل خطوة لابد من هيئة للإسكان وتنمية العقار تهتم وتركز على إيجاد حلول فعالة وفي وقت قصير جدا - حيث إن وقت المدن الاقتصادية والتعليمية والصناعية ومدن الطاقة لا يحتمل المزيد من الهدر أو التعطيل أو الضرب على الجبين من جراء التفريط في مقومات ومدعمات كان لابد من إجرائها.
إن في تحديث الأسلوب والطريقة لإنهاء الإجراءات الرسمية المتعلقة بملكية أو التجارة العقارية لا بد أن ترى النور في المستقبل القريب من الجهات المعنية (وهي وزارة التجارة والصناعة، والهيئة العامة للاستثمار ووزارة العدل ووزارة الشؤون البلدية والقروية والبلديات التابعة لها ووزارة الزراعة والمياه)، والأساليب المتبعة من إجراءات والتي تجعل كل جهة تحذف بأعبائها على الأخرى، ولنكون واقعيين، ليست الوزارة المشكلة بل موظفو الوزارة لعدم حصولهم على المعلومات الكافية والواضحة التي من خلالها يتم إنهاء الإجراءات بسهولة.
وأخيرا، إن إضافة مؤشرات أخرى كمؤشر خاص يشمل المحافظات ويعطي بالأرقام العقارات التي تم تداولها في المناطق لا يحتاج إلى كثير من الوقت للعمل عليه وإظهاره، مبدأ الشفافية لنمو المؤشر الاقتصادي للوطن هو المبدأ الأوحد للوصول إلى هدف ولاة الأمر ونبض متطلبات الاقتصاد.
الفصل الثاني
لم يحدث من قبل أن كانت رغبة الإنسان في أن يحيا الحياة التي يريدها ويستعيد التوازن بين العمل والحياة بصورة قوية كما هي الآن، إن حياتنا أصبحت مشحونة بالضغوط رغم أنه أصبح في مقدور إي إنسان أن يتواصل مع من شاء في كل الأوقات إلا أننا نادراً ما يتوافر لدينا الوقت الكافي للتواصل مع أنفسنا أو أحبائنا، لقد أصبحت حياتنا في الغالب ذات بعد واحد فقط، العمل ولا شيء غير العمل، سواء كان هذا العمل هو إدارة المنزل أو إدارة فريق عمل. وبالطبع فإن جيلنا هذا ليس هو أول جيل يعاني من الضغوط، ولكن من الجائز أننا في الحقيقة أول جيل تصبح فيه الضغوط هي السمة السائدة على الحياة، كما أننا أول جيل تصل قدرته على التكييف إلى أقصى حد لها، كما أصبحت قدرتنا على التفكير بطيئة في خضم الحياة المشحونة بالعمل، ولم تعد قادرة على مجاراة السرعة الرهيبة التي تتطور بها الاتصالات وتتسع بها (الإنترنت) وتنتشر العولمة، إلا أننا في مرحلة حرجة، والضغوط أصبحت قاسية لا ترحم، فنحن إذا كنا لا نعمل 24 ساعة كل يوم وطوال أيام الأسبوع، فإننا نعتقد ذلك بالفعل. ونحن نحاول أن نبعد عن أنفسنا الشعور بالإرهاق والإجهاد المستمر وذلك عن طريق تناول الكافيين وكذلك عن طريق الأدرينالين الذي يفرز نتيجة القلق والخوف.
لكن كل منا يدرك في أعماقه أنه يمتلك قدرات وطاقات أكبر من ذلك بكثير، وأنه قادر على فعل المزيد وعلى أن يصبح أفضل مما هو عليه. إن لدينا أحلاماً ورؤى لكن للأسف يبدو أنها جميعاً تعتمد على أن تهبط علينا ثروة من السماء، والمحبط بشكل أكبر أنه ليس هناك فيما يبدو مخرج واضح من فوضى الحياة اليومية وأنه ليست هناك طريقة سهلة للرقي إلى الحياة التي نريد أن نحياها بحق، ومن السهل جداً أن نعقد رؤيتنا لما نريده حقاً.
ذلك هو واقع الحياة بالنسبة للكثير في عالم الأعمال. بالطبع بالمقارنة بحياة الكثيرين على هذا الكوكب فإن هؤلاء الناس يعرفون في أعماقهم أن حياتهم ليست على هذه الدرجة من السوء، فهي بالمقارنة مع حياة البعض الآخر تعتبر حياة مثالية.
ولكن للأسف فهذه الحياة لا تبدو لهم جيدة على هذه الصورة والحقيقة، هي أنهم يشعرون دائما كما لو أن هناك طريقة أفضل بكثير لحياتهم، وأن هذه الطريقة "قريبة جداً" ولكنها ليست في المتناول. غير أن هناك مخرجاً من هذه الحالة (غير مباشر) للخروج من تلك الفوضى وهو ببساطة أن تعدل طريقة تفكيرك وأن تتصرف بطرق معينة تضعها خصيصاً لكي تلائم موقفك المحدد، ثم بعد ذلك تواصل العمل عليها من خلال القيام ببعض التأمل وبعض الإجراءات المباشرة ومن خلال استخدام الذكاء التأملي، وهو عملية التفكير القوية التي تمكننا من التعامل مع الكثير من التحديات في حياتنا، وأخيراً قم بضبط بوصلتك الشخصية أو بوصلة الحياة وذلك بأن تقوم بفحص حياتك عن قرب أكثر وأن تعيد التفكير فيما تريده بحق من هذه الحياة، وفي الطريقة التي تواصل بها حياتك الآن، ويتعين عليك أن تجري بعض التغيرات الأساسية، ولربما تضطر إلى كسر بعض معتقداتك المقيدة مثل أنماط حياتنا التي تعيقنا في الوقت الحاضر...
ومين لابنك غيرك؟ ابنِ واعمر أرض بلادك.. بكرة الخير لك ولأولادك.. الفتى إبن المواطن.
مستشار وخبير عقاري دولي
شركة إيواء الديرة للتطوير العقاري المحدودة
رئيس لجنة التطوير العمراني
عضو لجنة تقنية المعلومات - الغرفة التجارية الصناعية في جدة