قمت بتكليف نفسي!!
ضحكت كثيرا وأكيد ستضحك معي أخي القارئ والسبب أنني قرأت تصريحاً مهماً لسعادة وكيل وزارة التجارة والصناعة خالد السليمان، حول استقالة "مدير ونواب" الهيئة العامة للمدن الصناعية منذ خمسة أشهر، ولم يتم تكليف أو ترشيح أو تعيين إدارة جديدة لهذه الهيئة التي ظلت ما يقارب السنوات الست ذهبت أدراج الرياح، ولم تذهب هذه السنوات المهمة "بخفي حنين" بل ذهبت بمئات الملايين للخارج للاستثمار الصناعي، بعد أن سدت أبواب هذه المدن الصناعية الوطنية من جهة، ومن جهة أخرى، لم تنشأ مدن جديدة تفك حالة الاحتقان التي تلازم الصناعة الوطنية بعد أن صرفت عليها الدولة أكثر من خمسين مليار ريال سعودي "مليار ينطح مليار" وعندما أسقط في يد وزارتنا الموقرة ولم تستحدث آليات جديدة مثل "الخصخصة" كمثال والتي سبق أن أشرنا لها كثيرا، لكن كان الأخوة القائمون على إدارتها آنذاك "لا يتجاوبون" مع أي رأي مخالف لأسلوب إدارتهم جزاهم الله خيراً على كل ما كان وها هي النتيجة .. استقالة.. وعقم وندرة في الكفاءات الوطنية وكأن بلادي لم تنجب إلا هؤلاء المسؤولين الذين قام أحدهم بعمل جديد وأسلوب فريد "فعندما يكلف الوكيل" نفسه بإدارة المدن لحين انعقاد "مجلس الإدارة" تصريح فاجأني حد الذهول ثم الضحك حد البكاء لِمَ لا؟ أليس الأفضل الانتظار بضعة أيام حتى ينعقد المجلس الموقر؟ وهل يعقل أن استقالة جهاز إداري وتنفيذي لأهم منشأة صناعية وطنية لم تستدع المجلس للانعقاد؟ إذن متى تنعقد المجالس الكبرى؟ وهل يُعقل أن تتعامل وزارتنا الموقرة مع هذه الأمور المهمة التي ظلت لسنوات.. تعرقل مسيرتنا الصناعية "ما علينا" لكن الذي علينا منه "القرار الصادر" بإنشاء شركة جديدة "تدير أراضي جدة" يعني "شركة عقارية" نشاطها البيع والشراء والاستثمار والتطوير العقاري، مثلها مثل شركاتنا العقارية العائدة ملكيتها "لشركاء" يقوم الملاك لهذه الشركة بتكليف "مجلس إدارة" يدير شؤونها وتختلف الشركات فالبعض يترأس الملاك رئاسة مجلسها ويضم أيضا بعض الملاك أو يوظف مجلس متخصص وذو خبرة عالية في كيفية إدارة الشركات أيا كانت أنواعها. وما دفعني لذكر هذه الملاحظة هو "مجلس إدارة" شركة عقار مدينة جدة والتي لا أعلم عن أغراضها ورأسمالها وتفاصيل أخرى مثل هل هي "قابضة" أو مساهمة صدقا لا أعرف. ولكنني عرفت الأهم وهو أسماء مجلس إدارتها الموقر الذي يترأسه "أمين جدة" الذي هو أصلا رئيس مجلس إدارة "شركة صافولا" وأن عدداً لا بأس به من أعضاء المجلس هم أيضا أعضاء مجلس إدارة "صافولا" "يا للصدف" ويا للغرابة فكيف يحدث هذا "لجدة الغلبانة" فإذا كان الأمين مشغولاً برئاسة مجالس الشركات المختلفة, ومشاريع جدة أسندت لشركة فلور الأمريكية, فإذن ماذا يفعل فريق الأمانة؟ ومن الذي كلف الأمين بالرئاسة أيضا؟ هل كلف نفسه هو الآخر "برئاسة المجلس" واختار زملاءه أعضاء مجلس "صافولا" ليكونوا أعضاء مجلس شركة جدة الجديدة؟
والسؤال "الذي أتعبني كثيرا" يقول: هل عقمت جدة أولا والمملكة ثانيا من أن تنجب رجالاً أكفاء يستطيعون "الفوز بأحد كراسي مجلس الإدارة الموقر الذي يزحمهم فيه خمسة من ممثلي عدد من الوزارات ذات العلاقة بشؤون التطوير والاستثمار في أراضي جدة التي تعتبر أكثر المدن "افتقارا" للبنية التحتية والبيئة الإيجابية وشوارع تصلح لسيارات صرف عليها أصحابها مئات الملايين في أعمال الصيانة وخلافه. أسئلة "عبثية" تفرض نفسها ولن تجد الجواب حتما!!!
خاتمة
الله أكبر يا نصيبي وأنا وش بيدي
كل ما عدلت واحد يميل الثاني!؟؟؟