البيوت الجاهزة وأحياء الصفيح

[email protected]

المساكن العشوائية والأحياء القديمة هم يؤرق المدن والقائمين عليها والقاطنين بجوارها فهي تشوه الوجه الجمالي لأي مدينة ترغب أن تتبوأ مكانة مميزة بين نظيراتها من المدن الأخرى محليا وعالميا، ولا تكد تخلو مدينة من المدن الكبيرة لدينا من مشكلة المساكن أو الأحياء العشوائية التي نشأت منذ عشرات السنين ولم تهدم أو تطور. وأصحاب هذه المساكن بنوها وأقاموا فيها بوضع اليد وكانت في حينها خارج المدينة أو في الضواحي وأصبحت حقا مكتسبا، ولم يلتفت إليهم أحد إلا بعد أن طالها النطاق العمراني وتجاوزها وبعضها أصبح يتوسط أرقى الأحياء في المدن. وبعد الانتباه لها ظهرت الخلافات بين أمانات المدن وبين أصحابها الذين عاشوا فيها عشرات السنين.
الأحياء التي أتحدث عنها هي مساكن شعبية قديمة طينية أو مسلحة وقد انتهى عمرها الافتراضي منذ زمن بعيد إن كان لها عمرا افتراضيا وتفتقد الخدمات الرئيسة.
أتذكر في بعض الدول التي سنحت لي الفرصة لزيارتها أني رأيت ما يسمى بأحياء الصفيح، وفي معظم الدول الفقيرة في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية والوسطى توجد مثل هذه الأحياء والتي عادة ما تكون مساكنها صغيرة المساحة ومغطاة بالصفيح وهي متكدسة بالسكان وتنتشر فيها الأوبئة والأمراض وفي بعضها تنتشر الجريمة.
وفي الرياض وجدة ومكة المكرمة مثلا يوجد مثل هذه الأحياء وهي مدن رئيسة فما بالك ببقية المدن والمحافظات؟ أضف إلى الأحياء العشوائية أيضا أحياء وسط المدن القديمة التي كانت مزدهرة قبل ثلاثة عقود ثم هجرت من سكانها بعد الطفرة التنموية التي شهدتها البلاد ونزوح أهلها إلى مساكن أكبر إضافة إلى زيادة الهجرة السكانية إلى هذه المدن بحثا عن الفرص وقدوم الأيدي العاملة الأجنبية بكثرة والتي استوطنت فيها.
كيف ننظم أو نتخلص من هذه الأحياء العشوائية أو القديمة قبل أن تتضخم رقعتها وتتكاثر سكانيا وتصل إلى مرحلة الانفجار بحيث يصعب الدخول إليها والخروج منها والتعاطي معها كجزء من منظومة المدينة؟ الخوف من الاستمرار في تجاهلها حتى تكبر ويصعب علاجها. وحتى نكون منصفين فإنه من الواجب إيجاد البديل المناسب لهم كما عملت الدولة منذ سنوات عديدة في نزع بعض الملكيات ولبعض الأحياء العشوائية وتعويض أصحابها بمساكن حديثة والتي جاءت بمبادرات من أمراء المناطق واليوم وبعد التوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ببناء المساكن الشعبية لشريحة كبيرة من الفقراء في مختلف مناطق المملكة، نأمل أن نرى مبادرات من الأجهزة الحكومية لحل مشاكل هذه الأحياء العشوائية وتعويض أصحابها بمساكن بديلة مثل البيوت الجاهزة التي سمعنا عنها كثيرا وفي أحياء منظمة. وأيضا الاهتمام بإيجاد حلول لتطوير الأحياء القديمة وسط المدن والتي أصبحت هما يؤرق الجميع من جميع النواحي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي