كم يوما وطنيا نحتاج يا وزارة الصحة ؟!

[email protected]

السبت الماضي تم تدشين اليوم الوطني لشرب الحليب، باهتمام ورعاية من وزارة الصحة، ومشاركة العديد من شركات القطاع الخاص التي أسهمت في تقديم "هذا الحليب" للمواطن، كانت دعوة ورعاية صحية مهمة، خاصة أن لدينا نقصا في الوعي الثقافي الصحي لدى المواطن بأهمية الحليب، خاصة المرأة وما تعانيه من هشاشة في العظام، ناهيك عن الطفل الذي أصبح يتغذى على أغذية لا قيمة غذائية لها من المدرسة للبيت. ولكن السؤال بعد "اليوم الوطني لشرب الحليب": كم يوما وطنيا نحتاج لكي نعيد اهتمامنا للكثير من حياتنا اليومية؟ كمثال، نحتاج إلى يوم وطني لتوفير سرير لكل مريض محتاج، لأن المرضى لدينا لا يجدون سريرا بكل سهولة، فإما واسطة وإما من جيبك الخاص وغيره له رب العباد. ونحتاج إلى يوم وطني لاحترام المرور في الشارع للمارة وللسيارة، لأننا نجد مرورا غائبا بصورة لا يقبلها منطق، فالحوادث والمخالفات كثيرة لا يمكن السيطرة عليها. ونحتاج إلى يوم وطني لاحترام المرور وتطبيق أنظمته واحترام السير في هذه الشوارع.. نحتاج إلى يوم وطني لإنجاز الأعمال في الوزارات وعدم تعطيل القرارات وخلق تعقيدات لا نهاية لها في عمل الوزارات والهيئات الحكومية التي تعوق الاقتصاد الوطني والمواطن. نحتاج إلى يوم وطني لتوفير التعليم الجيد العالي المستوى وتوفير كرسي لكل طالب يبحث عن العلم، لا كما يحدث الآن من مستويات غير مقبولة في التعليم كمستوى ولا كرسي يوفر لطالب العلم. نحتاج إلى يوم وطني لتوفير بنية أساسية في الصرف الصحي والكهرباء للمصانع والمياه، كذلك نحتاج إلى يوم وطني لإصلاح مطاراتنا التي هي حقيقة لا تعني غير وصول ونقل ركاب وتفتقد أساسيات المطارات الحديثة العالمية وفق النظم العالمية الجديدة. نحتاج إلى يوم وطني للشفافية والوضوح من المسؤول مع وسائل الإعلام، خاصة المتعلقة بالاقتصاد الوطني، فمازال طابع الكتمان والسرية والتعتيم هو السائد لا غيره، ونحتاج تغيير هذه النظرة والرؤية الكثير.
من كل ما ذكرت من أيام وطنية نحتاج إليها وغيرها الكثير، أعتقد أننا نحتاج إلى رسم استراتيجيات وسياسات دائمة لإصلاح الكثير من شؤون حياتنا سواء ما يتعلق بالاقتصاد الوطني أو الاجتماعي أو كل ما في خدمة المواطن والوطن مهما كان. نحتاج إلى أن تتكامل العملية جميعها بنسق ونمط مؤسسي، فلا نحتاج إلى يوم وطني لكي نتذكر "أهمية الحليب" لأن الأساس في البيت أو المدرسة أو غيرهما لم يجسد أو يغرس أهمية هذا المنتج في صحة الإنسان، كذلك موظف الدولة أو المسؤول، يجب أن يجسد لديه من البداية أن وجوده في هذا المكان مهما كان عمله أو غيره، هو في خدمة شيئين هما الوطن والمواطن، ولولا الوطن والمواطن لما وجد هذا المسؤول أو الموظف. نحتاج إلى تغيير فكرة أسلوب الأيام الوطنية، والحملات الوطنية في جزئيات يفترض أن تكون هي أساسا مغروسة في كل مواطن أيا كان، فلا نحتاج إلى يوم وطني لكي نقول إنك يجب أن تقوم بعملك، هي أسس لا تغفل، ولكن الكثير أغفلها ووصلنا إلى هذه المرحلة من التعطيل في القرار الحكومي والتعثر الكبير في كثير من الخدمات.
أدعو وزارة الصحة - كمثال للقطاع الحكومي – إلى أن تضع يوما وطنيا "لتوفير سرير للمواطن"، أن تضع يوما وطنيا بلا أخطاء طبية، يوما وطنيا للقضاء على أمراض حمّى الوادي المتصدع وشلل الأطفال وغسيل الكلى، يوما وطنيا للمواعيد الطبية لا تتجاوز أسبوعا فقط لا سنوات، كما يحدث. أعتقد أن وزارة الصحة ستحتاج إلى أيام السنة كلها لكي تقيم يوما وطنيا لحل كثير من تعثرها ومشكلاتها. أعان الله المواطن على ما يحدث في وزارة الصحة وغيرها من الوزارات التي هي الفصل والحكم في كل شيء. ويخرج علينا المسؤول ويقول كل شيء وفق الخطط المدروسة وإن كل شيء تمام ... طيب تمام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي