"مول" .. لكل متسوق!

[email protected]

المتابع لأحوال الأسواق التجارية وبالذات التي يطلق عليها اسم (مول) يجد أن كثرتها زادت عن الحاجة بالأضعاف مع تكرر النشاط وكثرة الزائرين، مما يوهمك بأن القوى الشرائية في ازدهار مما ينعكس بالطبع على الاقتصاد الوطني. ولكن ما إن تركز على خدمات هذه "المولات" تجد أيضاً أن الغالبية منها منتجاتها صينية وأسعارها رخيصة جداً، والأدهى من ذلك أنها في حالة حملة تخفيضات دائمة تصل إلى نسبة تقدر بـ 70 في المائة من سعرها الأصلي الرخيص أصلاً، مما يقودنا للاستغراب والتساؤل .. ما هذا .. وكيف تم تصنيع هذه المنتجات؟ وكم جماركها وتكاليف شحنها وما إلى ذلك من أسئلة "إجبارية" خاصة إذا كانت هذه "المولات" في الشوارع التجارية التي إيجاراتها غالية جداً، أضف إلى ذلك الجهة التنفيذية من إدارة ومبيعات وكهرباء وخلاف ذلك من المصاريف الأخرى الخاصة بالديكور والنثرية. شيء فعلاً يدعو للتساؤل والتعجب .. انتشار محلات (أبو ريالين) و(أبو عشرة) ومقارنة بضاعة أحد هذه المنتجات مثل الملابس وغيرها تجد أن سعر الفستان مثلاً أرخص من سعر "أكرة الخيوط والسسته" التي تحاك ضمن هذه القطعة، وما إلى ذلك من إكسسوارات وتغليف. هل يعقل هذا يا عالم؟ وإذا كان هذا هو السعر الحقيقي لهذه المنتجات فلكم إذن أن تجيبوني: لماذا كنا ندفع آلاف الريالات في قطع لا تلبس أحياناً إلا مرة واحدة؟ هل الشركات السابقة كانت تنصب علينا؟ أم أننا قد زارنا الوعي فجأة وأصبحنا نتخير ما ثقل حمله وخف سعره، عكس المثل السابق الذي يقول (ما خف حمله وغلا ثمنه)، حتى المجوهرات والساعات وأدوات التجميل والعطور .. ما هذا؟ لا تقولوا لي (طاح الرخا في الديرة) خاصة بعد ضياع مليارات المواطنين في بعض شركات المساهمات العقارية بالتعاون طبعاً مع سوق الأسهم السعودي .. إلا .. على فكرة وش صار في هذا السوق؟ حيث إنني منقطعة عن متابعته حتى يصلح شأنه. إنها تداعيات تحضرني بعد رؤية هذه المولات "تحتل" الأراضي المهمة التي كان من المفترض استثمارها للإسكان والمشاريع التنموية الجادة وسلامتكم.

خاتمة:
أعرف كيف ومن أين ولكن؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي