سخنّتك بالصيف .. جمّدتك بالشتاء!

[email protected]

لأول مرة تكون الفرحة بالإجازة شاملة الرضا بـ"غثا" الأطفال وصراخهم طوال اليوم، والسبب أن البيت أرحم وأفضل، في ظل هذه الأجواء القارسة البرودة من المدرسة، هذا إذا ما عرفنا ولله الحمد والمنة أن معظم مدارسنا، سواء للأولاد أو البنات مازالت عرجاء مشوهة من الداخل والخارج، وعليه فهي ليست ذات كفاءة للتصدي للبرد القارس الذي تعيشه بلادنا خلال هذا الموسم، مثلما كانت غير جديرة بأن تقف في وجه الحرارة المرتفعة صيفاً.
قد تكون الرياض والمدن الساحلية "أرحم" خلال هذه الفترة من تلك التي في الشمال، تلك التي "يا عيني" ترزح تحت موجة باردة تصل إلى التجمد، ومدارسهم العامرة لا تعنى بسخانات المياه، فما بالك أن تكون داخلها مكيفات هواء حارة!! بصفة عامة هذا هو حال مدارسنا وأطفالنا معها، ولا بأس لدى من هم في الشمال أن يتكيفوا ملزمين مع من هم في الوسط والغرب والجنوب فيما يخص بدء اليوم الدراسي وانتهائه حتى لو تجمدوا من البرد، مادام أن الوزارة الخاصة بالتعليم تريد ذلك .. تبدأ الدراسة عند السابعة يعني عند السابعة لمن هم في طريف أو جازان!!
لا أعلم ما الذي يجعل وزارة حتى لم تستطع أن تفي بالتزاماتها المادية تجاه المدارس غير قادرة على ضبط مواعيد بدء اليوم الدراسي وفق الأجواء والمناخ، رغم أن ذلك سهل التحقيق... ألم يدرك مسؤولو الوزارة أن بلادنا أشبه بالقارة المتباينة المناخ والأجواء والطبيعة؟ ألم يعوا أن ما يصلح لنجران من الممكن ألا يصلح للقريات، وما تحتاج إليه الباحة قد لا تحتاج إليه الأحساء ؟ أو ليس بمقدور أهل الشمال حينما تكون الدراسة خلال أشهر البرد، أن يبدأوا عند التاسعة صباحاً وينتهوا عند الثالثة ظهرا، هل هذا صعب التحقيق؟! ومن هم في الأماكن الحارة جداً وخلال أشهر القيظ أن يبدأوا عند السادسة وينتهوا عند الحادية عشرة، هل مثل ذلك مستحيل؟!.. أم أن بيروقراطية القرارات هي التي تحكمنا، ولا عليها إن تجمد الطلاب والطالبات أو حتى أنهكوا من الحر.
أجزم أنها قرارات من الممكن تحريكها بعيداً عن التبلد الفكري لمن هم يستوون على مكاتبهم، غير عابئين بمن هو غير قادر على دفع تكاليف المدارس الخاصة.. "وليست أي خاصة"!! فقط نتمنى أن تكون القرارات المرتبطة بالتربية تنطلق دائماً وفق حسابات الظروف والحاجة وقدرة المكان والمناخ.. لا.. خبط عشواء الهدف منه تسييل قرارات، لا غير.
قد يقفز أحد المنتمين لوزارة التربية ليشير إلى أن مدارسنا وخاصة غير المستأجرة تحتوي على الخدمات المطلوبة صيفاً وشتاء سواء كانت في الشمال أو الجنوب... لأرد عليه بسؤال فحواه: كم نسبة المدارس الحكومية إلى نظيراتها المستأجرة؟ وحتى من خلال هذه الحكومية كيف هي الصيانة؟ وأتمنى عليهم فقط الرجوع إلى الإدارة المعنية بذلك في كل إدارة تعليم سواء للبنات أو الأولاد ليروا حجم الطلبات الخاصة بالصيانة أو الإنشاء، ومن ثم حجم الإهمال تجاه ذلك.. أما المدارس المستأجرة وهي الأكثر .. فندعو الله أن يرحم حال طلابها ومعلميها!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي