كلنا في الإحباط .. عرب !!

[email protected]

يعتقد بعض منّا أنه لم يعد لنا من الهم إلا تجنب المزعجات من الأمراض والنكد والخسائر، نرضى بما قسم الله لنا.. و نحن نقول إن هذا حق وواجب.. على كل عاقل مدرك .. ،
لكن يبدو أن هذا رأي كثير من ضحايا سوق الأسهم السعودية وإن كانوا يمثلون نسبة لافتة من أبناء هذا الوطن .. ووسط أنها عممت الإحباط النفسي من جراء الخسائر المذلة، ووفق كثيرين مازالوا يعتقدون أنها تمت بفعل فاعل.. ، إلا.. أن المهم أنها أحد أهم أسباب عدم الرضا والحبور في مجتمعنا ، ويبدو أن هذا انعكس على المفاهيم الداخلية بإفرازات يظهر أن كثيرا منها مبالغ فيه حتى أن كثيرين وعبر المنتديات أو البرامج الحوارية يشددون على أن ليس هناك وقت للاستمتاع ، وكل الهم ينصب الآن .. على ماذا نترك للورثة ؟!.. ،.
من وجهة نظر شخصية ، ليست الأسهم وحدها التي قلبت المفاهيم وحيرت العقول ، بل إن الأوضاع السياسية في البلدان العربية القريبة باتت تؤثر في حالة الاستمتاع التي يحتاج إليها كل إنسان عربي قريب ومطلع ، ولا بأس بعد ذلك أن تتساقط المتع واحدة بعد الأخرى من فرط الضيق الكامن في النفس ، الذي لم يعد يجد في هذه الدنيا سوى حروب وتهديدات وتسلط من قوى غاشمة، أكبر منها خسائر مالية !!.
ليس الأمر مرتبطاً بالأكل والشرب ، بل إن تلك التي تزيد من الرفاهية والغذاء النفسي كالقراءة ومشاهدة القصص أو الأفلام باتت هي الأخرى لا تجد إلا قله يرون فيها سبيلاً للمتعة ، في ظل أن نشرات الأخبار أصبحت تقدم قصصاً حقيقية وبأبطال حقيقيين لتستغني الذاكرة عن الإمتاع المصطنع ولتمتلئ بماهو حديث وطازج بل وصادق .
نحمد الله أننا في وطننا الغالي بمنأى عن كثير من الإحباطات التي تصيب العرب ، لكن مازلنا شركاء في الهم والتوجه ، ومثلما فعلت حرب الخليج الثانية والثالثة فالنفس مازالت منقادة إلى الهم وترجو نبلاً دولياً يخرجها منه ، لكن هيهات أن يحدث مثل ذلك ، وسط سيطرة القطب الواحد ، ولؤم قراراته،..
وبقدر ما تضحكنا الأسهم كثيراً من فرط سذاجتنا وطمعنا ، وبقدر ما تؤلمنا لحجم الخسائر التي تكبدناها ، إلا أنها هم مؤقت نتمنى أن يكون الهم الآخر المتصل بالعرب في فلسطين والعراق ولبنان هو الآخر مؤقتا، لكن "ما باليد حيلة " ونحن نزيد اقتناعاً يوماً بعد آخر أن آفاق السلام الفلسطيني مع المحتل بات صعب المنال ، ولنكتشف أننا مخدوعون جداً بإسرائيل وشريكها الملتزم أمريكا ، لأن لا سلام سيتحقق إلا بخروج كل الفلسطينيين من أرض فلسطين ، لأن هذا ماتريده إسرائيل ، وفي العراق كنا نعتقد أن صدام هو الحاكم الدموي ، لكن الأيام مازالت حبلى في العراق بأكثر من صدام ، ولا عزاء للاختلاف الطائفي ،. ولبنان الجميل يترنح من لؤم وقسوة بعض أهله، الذين فضلوا الغريب على أخيهم.
وبعد ليكن الإحباط قائماً الآن .. لكن كل ما نتمناه أن يكون ورثتنا أفضل حالاً منّا.. استقراراً مالياً.. وفضاءً عربياً خالياً من الحروب والنزاعات والمنكدات !! .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي