معرض ومؤتمر بدون بشوت

[email protected]

ما لم نستطع عمله فيما بيننا، فعلته دبي الأسبوع الماضي حيث استطاعت جذب معظم العاملين والمستثمرين والمهتمين بالقطاع العقاري وصناعته من السعوديين تحت سقف واحد ولمدة ثلاثة أيام متواصلة.
هذه المناسبة كانت فرصة للالتقاء بين العديد من ملاك ورؤساء الشركات العقارية مديري القطاعات والمهتمين القادمين من السعودية لحضور فعاليات معرض ومؤتمر سيتي سكيب دبي، وبعضهم لم ير الآخر منذ شهور طويلة، ولم يخل الحديث من مناقشة هموم وشؤون القطاع العقاري والاستثمار فيه وكذلك الخوض في أسباب النجاح الذي وصل إليه المعرض وقدرته على جذب الجميع، وأسباب تأخرنا في هذا المجال.
يكفي أنه استطاع استقطاب النخبة من العاملين والمهتمين ومن جميع مناطق المملكة حتى وإن لم يكونوا من المشاركين أو العارضين، هناك من حضر للمعرض بهدف الاطلاع على المشاريع وبعضهم للبحث عن فرص استثمارية وهناك من حضر للمؤتمر المصاحب للمعرض وهو بالمناسبة برسوم تتجاوز عشرة آلاف ريال!! وهناك من جاء للقاء بعض المستثمرين بهدف توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبعضهم للاستفادة من التجارب العالمية.
الملاحظة العجيبة في هذا الحدث الكبير والتي شدت انتباهي هي وجود شخصيات مهمة ومستثمرين ورجال أعمال بدون البشت، هذه الظاهرة التي اعتدنا أن نراها بمناسبة وبدون – وهذه علامة فارقة تحسب لدبي -
الغالبية تسأل السؤال نفسه: متى وكيف يمكن جمع هذه النخبة من المهتمين تحت سقف واحد في بلادنا والمستوى والتنظيم نفسيهما.
الغريب أن الكثيرين طلبوا مني العمل على تنظيم معرض سيتي سكيب في السعودية، والأغرب أن بعضهم عارض بشده خوفا من الفشل ليس بسبب عدم القدرة على التنظيم وبمستوى احترافي، إنما خوفا من فشله بسبب صعوبة الإجراءات وتعقيدها والبيروقراطية التي قد تقتل مثل هذا الطموح.
لماذا ننتظر ونبدأ متأخرين من حيث انتهى الآخرون؟ هل هناك مشكلة عويصة يستحيل حلها؟
لا أعتقد ذلك، فالدولة لم تأل جهدا في توفير كل ما يمكن لنكون من الأمم المتقدمة، وما رأيناه من مبادرات من حكومة خادم الحرمين الشريفين لإنشاء المدن الاقتصادية والمالية والتجارية والمشروعات العقارية والسياحية وهذا ما يجعلنا نحتار فعلا! أعتقد أن المشكلة في أعداء النجاح ومقاومي التغيير الإيجابي وتتمثل في بعض العقليات التي أكل عليها الدهر وشرب وما زالت تعمل بعقلية العصر الحجري وبيروقراطية الخمسينيات من القرن الماضي وتغليب المصلحة الخاصة على العامة وانتشار المحسوبية والفساد. ألم يحن وقت التغيير وأعني تغيير هذه العينات التي كثيرا ما أخرتنا وجعلتنا نبحث من حولنا عما نفتقده وموجود لدى غيرنا برغم فارق الإمكانات المادية والبشرية والمقومات الاقتصادية. نتمنى أن نرى قرارات جريئة تخلصنا من هذه الأورام قبل أن تستفحل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي