رحم الله أبو خيرين

[email protected]

تزامن غروب شمس يوم الأحد قبل الماضي مع حدث تاريخي في مسيرة المملكة العربية السعودية، هذا الحدث الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز تمحور في فعاليتين مهمتين تتعلقان بالملك سعود ـ طيب الله ثراه ـ أولاهما: الندوة العلمية عن الملك سعود، وهذه الندوة استهدفت توثيق سيرته وشمائله وتوثيق جهوده التاريخية وتوثيق إنجازاته خلال فترة حكمه وتأسيس قاعدة معلومات موثقة عنه تبرز جهوده في تأسيس المملكة وخلال توليه ولاية العهد وأثناء فترة حكمه في المجالات الإدارية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، وكذلك إبراز إنجازاته في قطاع الخدمات وعمارة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج والصحة والتعليم والنقل والاتصالات. أما الفعالية الثانية فتمثلت في إطلاق كتاب الملك سعود الذي يوثق عبر الصور أهم مراحل حياته ـ رحمه الله ـ حيث قامت الأميرة فهدة بنت سعود بكتابة النص والبحث التاريخي للكتاب والفهارس للصور وأخرج الكتاب المصور العالمي إمبيرتو داسلفيرا. والحقيقة أن دارة الملك عبد العزيز أحسنت صنعاً عندما بادرت إلى إقامة هذه الندوة التي تأتي ضمن سلسلة ندوات تخطط الدارة لتنظيمها عن الملوك من أبناء الملك عبد العزيز لتوثيق سيرهم وخصالهم في بناء المملكة وخدمة المجتمع السعودي وتنمية مؤسساته الحكومية.
بالنسبة للملك سعود الذي أطلق عليه السعوديون (أبو خيرين) وهو تعبير ينبئ عن المحبة الصادقة التي يكنها شعبه تجاهه، حيث كان فعلاً أحد الرواد ولعل خيريته رحمة قد بدأت مع قدومه إلى الدنيا، ففي ذلك اليوم بدأ والده البطل المؤسس الملك عبد العزيز أولى خطوات التأسيس ووضع اللبنة الأولى لقيام المملكة العربية السعودية حينما انتشل البلاد من براثن الجهل والفوضى، كان ذلك في الثالث من شوال 1319هـ الموافق 12 كانون الثاني (يناير) 1902م ففي هذا التاريخ فتح البطل عبد العزيز الرياض وفي التاريخ ذاته ولد الملك سعود.
ولأن الأبطال يختصرون الزمن وبما أنه ينهل من مدرسة عبد العزيز الحافلة بكل معاني البسالة والرجولة مع الإيمان بالله والإخلاص للوطن والأمة. فقد كان هناك الكثير من المهام الجسام التي تنتظره مبكراً، حيث بدأ حياته محارباً وهو في الثالثة عشرة من عمره وما لبث أن أصبح قائداً للجيوش التي وحدت البلاد تحت قيادة الملك المؤسس ـ رحمهما الله تعالى.
ولئن كانت مراحل التأسيس والتوحيد قد بدأت على يدي الملك المؤسس ـ رحمه الله ـ فإن البداية الحقيقية للنقلة إلى التعامل مع دول العالم الأخرى والأخذ بمسيرة التحديث والعمل التنموي كانت بالفعل في عهد الملك سعود وهذا هو ما سجله التاريخ ودونه المؤرخون. ولا شك أن هناك الكثير من المنجزات الحضارية التي تحققت على يديه ـ رحمه الله ـ ومن أبرزها:
التوسعة الأولى للحرم المكي الشريف عام 1375هـ (1955م) والتوسعة الثانية للحرم المدني الشريف عام 1375هـ (1955م) .
بدايات تعليم المرأة: إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات 1380هـ (1960م)
إنشاء أول جامعة في المملكة جامعة الملك سعود في 1377هـ (1957م).
إنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 1381هـ (1961م).
انتشار العلم في جميع أنحاء المملكة ونقل الوزارات من جدة إلى الرياض.
دعوته إلى المؤتمر الإسلامي في سنة 1375هـ (1955م) الذي انبثقت منه رابطة العالم الإسلامي في سنة 1381هـ (1962م).
يوم الجمعة الماضي استهل الزميل الأستاذ/ نجيب الزامل الكاتب في "الاقتصادية" زاويته الشاملة (مقتطفات الجمعة) بفقرة عنوانها (ملك يتودد إليه الجميع) وتحدث عن المناسبة التي نحن بصددها ونقل نصاً مترجماً من تقرير نشرته (النيوز ويك) في عام 1956م حينما زار جلالة الملك سعود أمريكا وكان بعنوان (سعود العربية السعودية، لماذا يتودد إليه الجميع). عندما قرأت هذا المقتطف تذكرت اللقب الذي أطلقه السعودييون على ملكهم الثاني فقلت منتشياً (رحم الله أبو خيرين).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي