خفافيش الإنترنت

[email protected]

خفافيش الإنترنت مثل خفافيش الظلام لا فرق بين الفئتين سوى نعمة العقل التي وهبها الله لابن آدم، والخفافيش لا تظهر إلا في الليل ولا تعمل إلا في الظلام الدامس فهي تخاف من أي مصدر للنور أو الإشعاع، تستغرب وأنت تبحر في مواقع الإنترنت حسب اهتمامك وتجد فيها الغث والسمين والمفيد والممل. ولكن أكثر ما يجلب الملل هو فئة من المرتزقة، الذين يعملون في الظلام إما لمصالح شخصية بحتة وإما كأبواق ومزامير لأفراد وشركات لتسويق أعمالهم، خصوصا الشركات والمشاريع الغامضة أو المتعثرة ويستميتون في الدفاع عن أصحابها، وتجدهم يناظرون ويشوهون الحقائق ويهاجمون كل من يحاول فضحهم أو فضح ممارسات أرباب عملهم حتى وإن كانوا على باطل. وهم يجدون الدعم المادي والمعنوي ممن يعملون لديهم. ويا للأسف عمل بعضهم منظم وبرسالة ونبرة واحدة قد يكون تم الاتفاق عليها مسبقا.
بعضهم يدعي ويتقمص دور (الحريص) الذي يدافع عن - الباطل - أقصد البطل الهمام صاحب المشروع أو الشركة الفلانية الذي تعثرت مشاريعه ولم يتم تصفية أي منها، ومن أسلوبه تعلم أنه مفضوح هو ومجموعة من العاملين معه الذين أعماهم الطمع أو الجهل، طبعا هو من الدلالين المقربين ممن أوهموا الناس بقيمة المساهمة و"هبشوا" نسبة الـ 2.5 أو الـ 5 او حتى الـ 10 في المائة، كعمولة جلب الضحايا، أقصد المساهمين يضاف لها العمل خارج وقت الدوام كبوق دعاية لمصلحة البطل الهمام ويتم صرفها عند تجميع اموال المساهمة أو أنهم موعودون بها والتي تعثرت وذهب ضحيتها الآلاف من المساكين الأبرياء، وبدلا من مراجعة النفس والرجوع إلى جادة الصواب والتكفير عن الذنب بعد حدوث المشكلة واكتشاف الخطأ والحرص على إعادة أموال المساهمين تجده يتمادى في ذر الرماد على العيون وإلقاء اللائمة على الغير.
هذه عينة من الخفافيش التي لا تظهر إلا في الظلام وتكتب بأسماء مستعارة وهم غير معروفين للعامة وهم قلة ولله الحمد ولكنهم للأسف مؤثرون، ويعتقدون أنهم سينجون بفعلهم – ونسوا أو تناسوا أن الله سبحانه وتعالى هو الحسيب الرقيب – وأنهم سيقفون أمامه في موقف عظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
وعلى النقيض تماما تجد فئة وهم كثر ولله الحمد سخروا أوقاتهم وأقلامهم للدفاع عن الحقوق وأصحابها بحثا عن الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى وهم أيضا غير معروفين ويكتبون بأسماء مستعارة ولكنه الدفاع عن الحق. وبرغم دفاعهم عن حقوق الناس المساكين فهم أيضا لم يسلموا من فئة الخفافيش التي تدعي الورع والتقى وتحاول بشتى الوسائل والأساليب تثبيط عزائمهم ومحاربتهم وتشويه صورهم بأي طريقة كانت أمام الجميع ولكن مهما طال الزمن فإن الحق يعلو ولا يعلى عليه.. نسأل الله الهداية لجميع ضالي المسلمين.

رئيس فكر الدولية للتسويق العقاري
جدة - فاكس 02 691 2060

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي