أسرع الحلول لإنقاذ سوق المال

[email protected]

وصلتني الأسبوع الماضي على الجوال رسالة تقول (هيئة سوق المال تدعو جميع الزوار والمعتمرين إلى الاستثمار والدخول في سوق الأسهم السعودية ليعودوا إلى بلادهم كيوم ولدتهم أمهاتهم)، هذه النكتة وجدت لها دلالات كثيرة تشير إلى أن السوق الحالي لم يعد سوقاً يتبع لهيئة إشرافية يفترض أن تكون قائداً استراتيجيا لبناء السوق في المملكة إلا أنه بدلاً من ذلك أصبح سوقاًً للهوامير ولعصابة يوجد بينهم تواصل وتنظيم يعملون من خلاله على قيادة السوق وتوجيهه فهم الذين قادوه إلى أن أوصلوه إلى ما بعد الـ 20 ألف نقطة - دون حراك من الهيئة - وهم اليوم الذين يسعون لخفضه إلى ما دون الثمانية آلاف نقطة أو أقل من ذلك بعد أن تأكدوا من أن الإجراءات التي كان يفترض أن تكون صارمة من هيئة سوق المال أصبحت ضعيفة وليس لها قيمة وفي أحسن الأحوال إن وجدت فهي مقدور عليها من قبلهم، وعلى الرغم من ذلك كله أعتقد أن أفضل وأسرع وسيلة لإنقاذ السوق هي السعي بكل شفافية ووضوح لتطبيق ما يلي:

1- الإعلان أن هذا السوق هو سوقٌ للهوامير ولا علاقة لهيئة سوق المال به، بل إن الهيئة بريئة منه ومما يجري فيه وقد تم التمهيد لهذا الأمر خلال الأسبوع الماضي عندما صرح رئيس الهيئة المكلف بأن لا تعليق لديه على ما يحدث في السوق.
2- أن يتم إعداد حفل يدعى إليه المساهمون ويتم من خلاله تدشين تسليم السوق لهؤلاء الهوامير برعاية هيئة سوق المال ويتم خلال هذه المراسم تقديم كل الصلاحيات من تعديل للنسب أو تعيين مدير للسوق أو تحديد مواعيد عمله التي تناسبهم سواءً فترة أو اثنتين أو حتى ثلاث وغيرها من الوسائل التي يراها (صناع السوق) من الهوامير مناسبة.
3- أن يتم تشكيل مجلس إدارة للسوق جميع أعضائه من الهوامير ويقوم المجلس بانتخاب رئيسِ له من بينهم يتولى وضع السياسات العامة للسوق.
4- أن يتم بيع جميع حصص الدولة في الأسهم القيادية إلى هؤلاء الهوامير ليقوموا بقيادة السوق وإدارة هذه الحصص التي لم تنجح الدولة في إدارتها في ظل أفضل الظروف كما في أحلكها.
5- أن يتم تحويل جميع الصناديق الخاصة بالأسهم التي قامت البنوك بتأسيسها وفشلت في إدارتها خلال الانهيار إلى الهوامير لإدارتها نيابة عنها وذلك لكي يعوض صغار المساهمين الذين وثقوا بهذه الصناديق وظنوا أنها أفضل من الدخول في السوق خسارتهم الفادحة وذلك بأرباح جيدة في مدة قصيرة.
6- أن يقوم الهوامير بتأسيس مكتب إعلامي خاص بهم ينفي الإشاعات الكاذبة ويؤكد الإشاعات الصحيحة لتسهيل العمل في السوق، على أن يراعي هذا المكتب التنسيق والتعاون مع كافة وسائل الإعلام لتوضيح هذه الإشاعات.
7- أن يعمد الهوامير إلى منع جميع المستشارين والمحللين والخبراء في سوق الأسهم من التصريحات الصحافية أو التحليلات الفنية ويقوموا بتأسيس لجنة خاصة من الخبراء والمختصين تتبع لهم مباشرة وهي المخولة بتقديم هذه التحليلات وطرح المشورات.
8- أن يحدد الهوامير المواعيد المناسبة للاكتتابات الجديدة وأن يتم من خلالهم إصدار الموافقات الرسمية لطرح هذه الاكتتابات وتحديد مواعيدها وبيان علاوات الإصدار المناسبة وإلغاء العلاوات غير المبررة.
إن خسائر الاعتراف بالهزيمة في أحيان كثيرة أقل من خسائر العناد والرغبة في مواصلة المواجهة والتحدي من أجل الحرص على إثبات حقيقة غير صحيحة، فالسيطرة الموجودة من قبل الهيئة على السوق حالياً هي سيطرة شكلية تنحصر في المواعيد والنسب والمشتركين في حين أن السيطرة الحقيقية تكمن في القيمة التي يغلق عندها المؤشر وهي التي تثبت من هو المسيطر على السوق.
وختاماً، إنه مطلب ملح للقائمين على هذا الوطن المعطاء بالتدخل السريع لإنقاذ السوق والمساهمين فيه لأن خسائرهم سوف تجر مشاكل لا حصر لها سواءً أمنياً أو اجتماعيا أو اقتصاديا أو غيرها من المشاكل التي أخذت تظهر وتنتشر يوماً بعد يوم وآمل أن يتم ذلك قبل فوات الأوان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي