مشكلة عندك فكة وورقة نقدية لفئة الـ 1000ريال
تقف في أحرج الأوقات أحيانا لشراء قارورة ماء بعد مشوار طويل في عز الحر أو لشراء عصير أو أدوية أو طعام وتفاجأ برفض البائع طلبك بسبب أن ليس لديك أو لدى البائع صرف أو أوراق نقدية من فئة الريال أو الخمسة والعشرة، بل إن ما لديك وحسبما تصرفه آلة الصرف الآلي من البنوك هو فئة 500 أو 200 و100 ريال. لقد أصبحت عادة مستشرية أن يسألك البائع عما إذا كان لديك صرف أو فكة أو أن يلتفت إلى الآخرين ليشحذهم صرف!. أو أنه لن يبيعك ما لم يكن لديك صرف! ناهيك عما يقوم به البعض من إحراجك بعدم إرجاع حتى العملة المعدنية من نصف وربع ريال ليعوضك عنها بمصاصة أو علكة! وهو موضوع آخر يجب النظر فيه وهو مدى جدوى العملة المعدنية بعد التضخم الذي نعيشه.
ولا أدري لماذا لا تتحرك مؤسسة النقد للطلب من البنوك بتزويد آلات الصرف الآلي الحالية بجهاز صغير لاستبدال العملات الورقية من فئة 500 أو 100 إلى عشرات وخمسات وريالات حسب الحاجة. أو أن يتم توفير مثل تلك الأجهزة في بعض الأسواق والمواقع التي ترى أنها قريبة من التجمعات الكبيرة. وبذلك يستطيع المواطن الحصول على تلك الفكة، فهي إضافة إلى أنها تمنع الإحراج لنا في أمس الأوقات للصرف إلا أنها أيضا حاجة ضرورية للكثير من العائلات التي تحتاج إلى صرف العملات الكبيرة إلى عملات أصغر مثل خمسة ريالات أو فئة الريال لإعطاء أبنائهم مصروف المدرسة أو مصرف الجيب.
الحاجة للصرف أو الفكة هي حاجة اجتماعية مهمة وأعرف أن هناك الكثيرين وخاصة العجائز وكبار السن والعجزة الذين يطلبون من معارفهم الذهاب لمؤسسة النقد والبنوك للحصول على صرف لهم. سواء لتوزيعه على أبنائهم أو لإعطاء المحتاجين والمتسوّلين.
طلب وسؤال بسيط من المواطنين وتنفيذه ليس بالصعب بل الحل معروف منذ قرون وموجود في معظم دول العالم. وهي آلات بسيطة يمكن دمجها مع آلات الصرف الآلي للبنوك أو تكون منفصلة. وتستخدم عادة في مدن الألعاب الترفيهية للأطفال حيث تدخل الورقة النقدية من فئة كبيرة مثل 500 أو 100 ثم تضغط على زر لفئة عشرة ريالات أو خمسة أو ريال أو حتى نصف وربع ريال لأجهزة المكالمات أو الهاتف بالعملة.
موضوع العملة النقدية الورقية والمعدنية أصبح يحتاج إلى إعادة نظر، فهذه الفئات وضعت أو استحدثت منذ قرون حسب الاحتياجات ومستوى الدخل حينذاك. والآن بعد أن وصلنا مرحلة عالية من التضخم وأصبحنا نرى أو نسمع بالمليارات وكأنها ملايين من الريالات فهل يمكن إعادة دراسة وضع فئات العملة الورقية وتدرجها. خاصة أننا مقبلون على ضخ عملة جديدة تحمل صورة خادم الحرمين الشريفين وقد يكون من المناسب النظر في تعديل الفئات خلال هذه المناسبة لتكون أسهل وأوفر من القيام بها لاحقاَ. وهل من الأجدى التخلص من نظام العملات المعدنية وما علاقة ذلك بالتضخم؟ وهل سنسمع بدخول الورقة النقدية الجديدة من فئة ألف ريال؟ أم أن تعديل الفئات موضوع حرج وقد يساعد على التضخم أو تأكيده. وإذا كنا فعلاَ قد وصلنا مرحلة من التضخم لدرجة أن الكثيرين أصبحوا يرمون العملات المعدنية وحتى الريال أصبح على وشك أن يصل إلى تلك المرحلة، فلماذا لا نعترف بذلك ونعيد النظر في السياسة النقدية لفئات الأوراق النقدية. الموضوع يحتاج إلى دراسة وتمعن من قبل مؤسسة النقد أو أن تتبرع البنوك أو القطاع الخاص بحل مشكلتنا!
مخطط حضاري وعمراني