تدهور الأسهم .. مَن المسؤول؟
<a href="mailto:[email protected]">Mosaad@al-majalla.com</a>
من غير المعقول أن نبحث عن أسباب غائبة لتدهور أسعار الأسهم خلال هذا الأسبوع ونحن ندرك الأسباب والعلة! .
ندرك أن الأمر معني بشأنين.. لا ثالث لهما .. الأول وهو الأهم، وهو ما ذهب إليه قرار الهيئة بتوحيد فترة التداول، وما أوجده مثل ذلك من عبء على المضاربين والأسهم كذلك، وبما جعل عدم الاستقرار سمةًً لكل سهم .. الأمر الثاني تعنى به البنوك التي أغرقت السوق بمحافظها رغبة في الخروج برصيد حسابي فائض مع انتهاء العام، ولا يعنيها في ذلك أن تراجعت الأسهم القيادية إلى أرقام موجعة لم تكن تستحقها لولا هذا التصرف المتسرع المعنون بالطمع!!.
أعود إلى قرار الهيئة الخاص بتوحيد فترة التداول، لأؤكد أن الساعات الأربع المتواصلة وخلال فترة الظهيرة ... أظهرت أن الهيئة تريد أن تخلص وبأي شكل خلال فترة محددة، مع أنها تستطيع أن تنعم بذلك مع بعض التنازلات البسيطة، فهل يضيرها مثلاً أن تبدأ فترة التداول عند الحادية عشرة قبل الظهر، وتستمر حتى الرابعة عصراً، على أن تتخلل هذا الزمن فترة ساعة راحة سواء للاسترخاء أو لتناول طعام الغداء، وتكون بعد الثانية عشرة والنصف وحتى الواحدة والنصف .. برأيي أن مثل هذه الراحة ستمنح المتداولين فرصة لالتقاط الأنفاس، ولمراجعة الحسابات ولأجل نيل بعض الصفاء الذهني .
إضافة إلى أن الوقت مازال في إطار الوقت الجديد الذي ستعتمده البنوك، والأخيرة مازالت هي السيد والأقوى، وإلا فكيف تستملح الهيئة تسييل بعض البنوك لمحافظها وبكثافة عالية إلى الدرجة التي أضرت بالسوق، دون توبيخ أو حتى تنبيه من قبل الهيئة، ولاسيما أن الهيئة هي المؤتمن الأول على مصالح المساهمين، وهي المعنية بفرض الموضوعية على التداولات والتعاملات، خاصة أن ما فعلته البنوك مضر جداً بالسوق ويتشابه في ضرره مع ما يعمله بعض المضاربين الذين تلاحقهم الهيئة بسبب ذلك؟! .
موعد الفترة جيد ووفقاً لتصريحات سابقة لرئيس الهيئة أنها فترة ستمكن الجميع من التداول، وكذلك يمكن أن تساعد على الارتباط بالأسواق العالمية، وهي فترة تتزامن مع فترة عمل الشركات المساهمة بما يتيح استقصاء المعلومات منها، أو معرفة أي تقارير صادرة عنها إذا اقتضى الأمر ذلك. واختيار الفترة الجديدة استند إلى عدة عوامل، لكننا كنّا نأمل أن تكون الهيئة قد استطلعت آراء المتداولين فيما يخص فترة الراحة أو حتى تواصل فترة التداول. إن الاستبيانات هي أساس للدراسات المتعمقة التي تنتج حلولاً مناسبة... لكن يبدو أن المتداولين وخاصة الصغار منهم، قد كتب عليهم أن يدفعوا في كل مرة الثمن ... ولا حول ولا قوة إلا بالله.