الأقربون أولى بالمعروف
<a href="mailto:[email protected]">abdulqadera@rcjy.gov.sa</a>
في الأسبوع الماضي اطلعت على خبر مفاده أن هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية حركت قوافلها لتجوب عددا من القرى والهجر حاملة المساعدات الغذائية في حملة واسعة امتدت إلى مناطق عديدة لتقديم العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين في أكثر من عشرين قرية وهجرة وصلتها وفود الهيئة حاملة المساعدات الغذائية.
انتهى الخبر الذي أعدت قراءته أكثر من مرة بتمعن مشوب بالفرحة والاعتزاز وأصدقكم القول إن مصدر فرحتي واعتزازي، ليس قلة أعمال الخير التي يتسم بها المجتمع السعودي، سواءً على الصعيد الرسمي أو الشعبي. كلا فنحن بحمد الله مجتمع متماسك ومتعاون ومحب للخير وداع إليه والشواهد على ذلك كثيرة جداً ويعرفها القاصي والداني فالمساعدات السعودية وصلت إلى مختلف أصقاع العالم، غير أن التحرك الذي قامت به هيئة الإغاثة قد تأخر في نظري كثيراً، حيث كانت في السابق تركز كثيراً على مجتمعات خارج الحدود، ولا شك أن ذلك كان يتم بحُسن نية، وهو عمل تشكر عليه الهيئة، ولكن غياب المعلومة واعتقادنا أن كل فئات المجتمع السعودي تتصف بالثراء حال دون هذا التحرك وغيره من الالتفات نحو بعض أبناء المجتمع السعودي الذين هم بحاجة إلى الوقوف معهم ومد يد العون لهم.
أعترف لكم وأجزم أن غيري يعترف أيضاً أن الجولة الأبوية التي تفضل بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يحفظه الله، حينما فاجأ الجميع بتفقد عدد من أحياء العاصمة وكشفت تلك الجولة المستوى المعيشي المتدني لقاطني تلك الأحياء. وهنا أقول إنني وغيري نعترف أن هذه الجولة لفتت أنظارنا، وجعلتنا نحس ونشعر بتلك المشكلة التي لا بد من إيجاد الحلول لها.
ولا يغيب عنا أيضا المشاريع الخيرية الكبيرة التي أنجزتها مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان الخيري.
صحيح أن الجمعيات الخيرية المنتشرة في العديد من المناطق والمحافظات تقوم بدور رائد ومشكور في هذا المجال، وأستحضر هنا الجهود الموفقة التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وصاحب الريادة في الكثير من الأعمال الخيرية.
ومع تقديري البالغ لما تقوم به هذه الجمعيات ونحوها، إلا أننا مازلنا بحاجة إلى المزيد من الأعمال الخيرية، خصوصاً من جانب رجال الأعمال، وتحديدا قطاع البنوك، فهذا القطاع مازال شبه غائب عن المساهمة في مسيرة العمل الاجتماعي ودعم المشاريع الخيرية بالرغم من كبر حجم استفادته من موارد الوطن.
إنني أنادي هنا بوضع آلية لتنظيم مشاريع العمل الخيري، بحيث تشتمل على أساليب التمويل ومسارات الصرف لضمان وصول الأموال والمساعدات إلى مستحقيها. وعندما أتحدث عن البنوك، فإنني آمل ألا تقتصر مساهماتها على نطاق ضيق، كما هو حاصل الآن، وإنما يجب أن تمتد مشاركاتها ومشاركات الشركات الكبيرة لتصل إلى مختلف مناطق المملكة، وخاصة القرى والهجر النائية.
ثمة مقترح آخر أوجهه إلى الجمعيات الخيرية، ويتمثل بأهمية التكامل والتنسيق بين تلك الجمعيات، فكلنا يعلم أن المستوى المعيشي للمواطن يختلف من منطقة إلى أخرى، وهذا يخضع بالطبع لحجم الكثافة السكانية وتوافر فرص العمل، وهنا أتمنى لو تم التنسيق بين هذه الجمعيات، سواء عن طريق ربطها بمركز موحد أو غير ذلك من آليات العمل، بحيث تستفيد الجمعيات الخيرية الأقل دخلاً ومحتاجين أكثر من الجمعيات الأخرى التي تحظى بدخل أعلى ومحتاجين أقل.