دفتر المواصفات والشروط وما أدراك!
كل المناقصات والمزايدات الحكومية والأهلية تقدم بدفتر سموه دفتر المواصفات، ويعلن عن ذلك عبر الصحف وكل جهة من الجهات تضع سعرا لدفترها حسب قيمة المشروع والمناقصة. وبهذا الإجراء تتهافت الشركات على شراء هذا الدفتر, ومن ثم يتم تقديم العروض. وتعطى هذه العملية فترة زمنية تعقبها "عملية فتح المظاريف" ودراسة العروض واختيار المناسب منها سعريا حتى لو كان ذلك على حساب الجودة في العمل. إلى هنا والأمر يكاد يكون طبيعيا, ولكن غير الطبيعي هو تلك المبالغ التي يتم الحصول عليها جراء بيع دفتر الشروط والمواصفات, الذي يعتبر في الغالب مبلغا خارج الحسبة الأصلية. بالطبع لا يرد إلى المتنافسين أبدا, ولا أعلم أين يذهب؟ ومن المستفيد منه؟ وبإمكان أي صاحب شركة أو مؤسسة أن ينفذ ذلك ويجمع ما خف حمله وغلى ثمنه من رسوم شراء دفتر الشروط والمواصفات.
ومن ثم يلغى المشروع أو يمرر بطريقة ودية لا من شاف ولا من دري وعلى المتضرر أن يلجأ إلى أقرب حائط يضرب رأسه فيه, وهذا نوع جديد من أنواع استنزاف الجيوب والاسترزاق غير المشروع, وبودي أن أعرف هل هناك جهات في أمانات المدن تشرف على هذه المناقصات العقارية والمشاريع التي تتخم صحفنا اليومية للتأكد من مصداقية هذه الإعلانات؟
آمل أن أجد جوابا شافيا كافيا عن هذه الأسئلة, لعل وعسى أن تضع النقاط على الحروف لمصلحة الوطن وحمايته من "المتكسبين" غير الشرعيين, ناهيك عن كثير من الممارسات المشابهة لهذه الأمور, فمثلا "استخراج الكثير من التصاريح والتراخيص التجارية والمتاجرة فيها, وذلك بتأجيرها من الباطن "وافدين" والتستر عليهم بحيث يعبثون بمقدرات الوطن وأولاها "الإنسان السعودي" المستهلك أو طالب الخدمة من هذه المؤسسات التي تكون في الغالب "جهات خدمية" يديرها ويستثمر فيها هؤلاء الوافدون ولا يملك فيها المواطن صاحب السجل التجاري إلا التوقيع والحضور عند أي مخالفة ومراجعة الدوائر الحكومية للتجديد والحذف والإضافة, مقابل ماذا يا ترى؟ مقابل مبلغ من المال يتحصل عليه نهاية كل شهر أو سنة حسب الاتفاق، وبهذا الفعل أصبح المواطن أجيرا لدى الوافد, وصاحب العمل الأساسي هو هذا المستفيد من سجلات "أساءت" إلى اقتصادنا الوطني وعبثت في مقدراتنا الأساسية, وهذا ما يقودنا إلى المطالبة بمراقبة كل هذه الممارسات كخطوة جادة في مسيرة الشفافية والمساءلة التي أطلقها الملك الصالح وحكومته الرشيدة.
خاتمة: صبر جميل والله المستعان.
<p><a href="mailto:[email protected]">Earthitd_1@yahoo.com</a></p>