الإدارة العامة للمرور تبحث عن حلول ولو مؤقتة
<a href="mailto:[email protected]">Bader1001@yahoo.com</a>
طالبت الإدارة العامة للمرور بتعديل وقت دوام العاملين في التعليم والجهات الحكومية الأخرى، بهدف التقليل من الازدحام الحاصل في شهر رمضان المبارك. إن مثل هذه المطالبة من إدارة المرور تعبّر عن مدى تشعب مشكلة المرور, وكيف أن حلها يكمن أساساً في التنظيم. إن أي تنظيم للنقل والمرور لا بد أن يكون مبنياً على دراسات علمية وأبحاث مستمرة يكون من ضمن ما تدرس التغير المستمر في عادات التنقل لسكان المدينة وتأثير الأنظمة والتعليمات الحكومية في مستوى حركة المرور فيها.
إن مطالبة المرور بتعديل أوقات الدوام للمدارس في شهر رمضان لها من يؤيدها وأنا واحد منهم, لما لذلك من تأثير مباشر في حركة المرور, إلا أن هذا التعديل لن يكون كافياً لتخفيف حدة الازدحام في الأوقات الأخرى التي يستمر فيها ذلك ساعات طويلة تؤثر سلباً في اقتصاد البلد وتقلل من إمكانية التواصل الاجتماعي بين السكان وتزيد من حدة التلوث البيئي وتأخذ من وقت الناس الشيء الكثير الذي كان سيستغل في أشياء أخرى تعود عليهم وعلى غيرهم بالفائدة.
إن استمرار سياسة الصمت التي تمارسها البلديات تجاه مشكلة المرور هي السبب الرئيس وراء تفاقم مشكلة الازدحام المروري, كما أن محاولات المرور لملء الفراغ الكبير الذي تتركه البلديات بدا يشبه من يحاول سد عشرات الشقوق في قربة ماء بيديه الاثنتين. إن مشكلة الازدحام المروري لا يمكن حلها بالأسلوب المتبع حالياً من قبل إدارة المرور والبلديات, فإدارة المرور التي يجب أن تكون مسؤولة عن تطبيق النظام أصبحت تدير وتنظم, والمسؤولون في البلديات ما زالوا يعتقدون أن مهمتهم في تنظيم حركة التنقل تنتهي باعتماد المخططات التي هي أساساً لا تعتمد على أي تحليل علمي لحركة النقل والمرور قبل اعتمادها, كما أن البلديات مستمرة في زيادة الازدحام يوماً بعد يوم بسبب أسلوب إعطاء التراخيص البلدية الذي لا يعير أدنى اهتمام لمشكلة المرور وما سيتسبب فيه ذلك الترخيص من زيادة في المشاكل المرورية على الشوارع المحيطة. إن عدم وجود إدارة خاصة بهندسة المرور وتخطيط النقل في الأمانات والبلديات - تعنى بوضع الأنظمة والقوانين وتكون مسؤولة عن إدارة حركة المرور في المدينة وتشارك في قرارات التصاريح البلدية, بحيث لا يمنح أي تصريح من شأنه زيادة المشاكل المرورية – سوف يجعل أي محاولة لتحسين مستوى حركة المرور مجرد محاولة قد تنجح يوماً وتفشل يوماً آخر. إن تأسيس إدارات لهندسة المرور في البلديات يجب أن يكون على رأس قائمة الأولويات للأمانات وأن تسخر لذلك الإمكانات المادية والبشرية وألا يكتفي بعضها بقسم صغير يعمل فيه مهندسون مختصون لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة لحل مشاكل مدينة زادت مساحتها على ثلاثة آلاف كيلو متر وتعدى عدد ساكنيها أربعة ملايين نسمة.