كيف نصبح أمة متقدمة؟

<a href="mailto:[email protected]">khaled@arabnews.com</a>

كنت أجلس مع مجموعة من الشباب قبل أيام نناقش السياسة الدولية وصعود بعض الأمم وتقهقر بعضها الآخر. وكان هناك إجماع كامل على سؤال واحد هو: لماذا لا نجد الدول العربية في مقدمة الركب في مجال الاختراعات، والتكنولوجيا، والعلوم، والتعليم رغم الموارد الكبيرة للبعض منها؟
وأجبت متهكمًا إن الموضوع ليس موضوع موارد لأنه حسب الإحصاءات فإن الناتج القومي المحلي للدول العربية مجتمعة يقل عن الناتج القومي المحلي
لإسبانيا!
وسأل أحدهم إذا لم يكن الأمر يتعلق بالموارد والإمكانات فلماذا نحن متخلفون
إذن؟
قلت لهم إنها قصة طويلة لكن لا يجب علينا أن نعود إلى الوراء لكي نقيم ونحلل بل يجب أن نغتنم الفرصة وأن نحاول الإتيان ببعض الحلول والبدائل خاصة ونحن دولة نامية تعاني من تزايد عدد السكان.
ومعروف أنه كلما زاد عدد الناس، زادت احتياجاتهم وإذا لم نستطع مقابلة هذه
الاحتياجات فإن المجتمع سيتعرض إلى أزمة. وقد حاولت الصين حل مشكلة
الانفجار السكاني بأن سمحت لكل أسرة أن يكون لها طفل واحد لأن الطفل الواحد الذي يحظى بالتربية الصحيحة والتعليم المناسب سيسهم بلا شك في تطور المجتمع. وعندما أرى شبابنا يتسكعون في الشوارع بلا هدف وبيد كل واحد منهم جهاز هاتف نقال وأسمع آباءهم يتغامزون أن لهم سبعة أو ثمانية أطفال فإنني أتساءل بيني وبين نفسي ما فائدة هؤلاء الأطفال الكثر لهم وللمجتمع؟
وإذا استطعنا التغلب على مشكلة التزايد السكاني فإننا سنصبح قريبًا قوة
اقتصادية عظمى.
وإضافة إلى هذا يجب أن نعيد النظر في النظام التعليمي البالي وفي
القوانين البيروقراطية المقيدة لحركة الإنسان. وليس عيبًا مراجعة الأنظمة
التعليمية لأن هذا شيء تعمله الدول المتقدمة سنويًا.
والحقيقة إنني أحلم بوضع تقوم فيها الشركات بمطاردة الخريجين الجدد من
الجنسين لاستيعابهم بسبب مواهبهم وقدراتهم وأخلاقهم في العمل. وعلينا التزام خاص نحو شبابنا بتعليمهم وتأهيلهم وتدريبهم لكي يستطيعوا المنافسة في السوق العالمية.
ونحن لدينا المواهب والقدرات وكل ما نريده هو النظام التعليمي المتطور والذي سيساعدنا على اللحاق بالأمم قبل فوات الأوان. ولهذا، فهناك حاجة ماسة للإسراع في التنمية في المجال التعليمي.
ومما لا شك فيه أنه قد تحققت إنجازات كبيرة في الماضي القريب لكن يبقى هناك الكثير الذي يجب تحقيقه. وليس علينا إعادة اختراع العجلة لكن يمكن أن نأخذ بعض النماذج وندرسها ونستفيد من تجاربها مثل ماليزيا، سنغافورة، هونج كونج، والهند حيث تتخاطف الشركات العالمية الكبرى الخريجين الجدد للعمل معها ليس فقط في بلدانهم ولكن في الخارج أيضًا.
وسألت الشباب الذين كنت أتحدث معهم ماذا يمكن أن نفعل إزاء ذلك؟ وقد شعرت بالفخر والإعزاز وأنا أسمعهم يقولون إنهم في حاجة إلى أناس لديهم رغبة صادقة في التغيير، كما أن على الطبقة الوسطى والمثقفين التخلي عن عدم مبالاتهم والانغماس في عملية تطوير المجتمع وبناء الدولة.
ويجب إسكات دعاة الفرقة والتناحر والعنف عن طريق الحوار الصحي واحترام الرأي الآخر وقبول وجهة النظر المغايرة، خاصة أن الحكومة قد شجعت الحوار والتواصل ورحبت بالإصلاحات ويتبقى علينا أن نغتنم فرصة المناخ الجديد وأن نضاعف الجهود من أجل التقدم والتطور.
وإذا استطعنا تنمية القدرات الذاتية الكاملة عند كل رجل وامرأة في هذه
البلاد فإننا سنحقق العجائب. وهذا هو الأسلوب الوحيد لإظهار حبنا لبلادنا ولأجيالنا المقبلة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي