تجربتي مع الحواسيب 2 من 2

<a href="mailto:[email protected]">Prof.awad@alasmari.com</a>

تجربتي مع الحواسيب - خلال الـ 25 سنة الماضية - كانت عنوان موضوعنا السابق. وقد ورد خطأ بسيط في تحديد الزمن الذي امتلكت فيه أول حاسب شخصي والمعروف بأكس تي PC XT، الذي يعتمد على برنامج الدوس DOS, حيث كان ذلك عام 1406هـ الموافق 1986 وليس عام 1996 كما أوردت في المقال السابق. الهدف من سرد تلك التجربة المحدودة مع الحواسيب, إعطاء القارئ فكرة عن هذا التطور المذهل في العتاد الصلب Hardware وبرامج الحواسيب Software خلال ربع قرن من الزمن. حيث استطاع العلماء وفي فترة وجيزة من تصغير حجم الحواسيب وبسرعات وسعات تخزين أعلى بملايين المرات. إضافة إلى سهولة التعامل مع الصوت والصورة والنصوص وإشارات الفيديو عن طريق برامج ما يعرف بالوسائط المتعددةMultimedia Processing.
حواسيب متطورة:
طرحت شركات الحواسيب العالمية كمبيوترات جيبية متطورة يضاهي أداؤها أجهزة الحواسيب الشخصية كاملة الحجم. تعتبر هذه الحواسيب الأصغر حجماً والأخف وزناً من الكمبيوترات الحالية, بحيث تراوح أحجامها فيما بين حجم قلم يوضع في الجيب وحجم جوال الـ I-mate القديم.
تُستخدم هذه الحواسيب آخر ما وصلت إليه التقنية، إضافة إلى استخدام برمجيات خفيفة على الجهاز ولكنها أكثر كفاءة من البرامج الحالية, ومن ضمنها آخر إصدارات وندوز إكس بيه بروفيشنالWidow XP Professional. تتوفر بهذه الأجهزة الحاسوبية معالجات مركزية فائق السرعة ومعالجات سريعة تعتمد على تقنية المعالجات المتوازيةParallel Processing .
الحواسيب الجيبية تنقسم إلى قسمين:
حواسيب تعتمد على تقنية البلوتوث وهي الأصغر حجماً, يمكن وضعها في الجيب على هيئة قلم, والحواسيب التي تستخدم مبدأ جوال الـ I-mate وهي أكبر حجما من سابقتها وأكثر تطورا وأداء.
حواسيب البلوتوث تعتمد على الاتصالات اللاسلكية بحيث يكون القلم مزودا بعدة عدسات تصدر أشعة ضوئية ملونة, ونظراً لصغر حجم هذه الحواسيب, بحيث لا توجد بها شاشات عرض ولا لوحات مفاتيح, فقد تم التركيز على تطوير المعالجة ووحدات التخزين.
كيف يمكن استخدام هذه النوعية من الحواسيب؟
ضع القلم على مكتبك فقط ومن ثم افتح العدسات الضوئية لكي تُصدِر أشعة ملونة على سطح المكتب أمامك وبين يديك تعكس شكل لوحة المفاتيح وأمامك على جدار المكتب أو لوحة "شاشة" أشعة صادرة من "الحاسوب القلمي" على هيئة شاشة. بإمكانك الطباعة على لوحة المفاتيح المرسومة أمامك ورؤية المُدخلات على الشاشة المنعكسة على اللوحة التي أمامك.
أما النوع الثاني من الحواسيب الجيبية الذي يبلغ وزنه نحو 600 جرام فإنه مزود ببطاريات تشغيل تعمل فترات طويلة وتوجد بها شاشة يراوح عرضها بين 5.5 و6 بوصات، وتعتمد على تقنية الكوارتز فائقة الوضوح, لوحة المفاتيح مصنوعة ضمن الجهاز وتنزلق إلى أسفل. هذه الحواسيب يمكن نقلها واستخدامها في أي مكان وبكفاءات عالية، حيث إنها يمكن استخدامها لجميع التطبيقات التي يقوم بها جهاز الحاسوب الكامل الحجم. ويمكن مع هذه الحواسيب استخدام أقلام صغيرة الحجم, تعمل بمبدأ I-mate نفسه.
يمكن للشخص الاتصال بالإنترنت, وقراءة بريده الإلكتروني بسهولة عبر الشبكات المحلية Local LAN, أو عبر الشبكات اللاسلكية Wireless Network باستخدام تقنية البلوتوث, أو عن طريق استخدام تقنية الواي فاي Wi–Fi. وتوجد بهذه الأجهزة كاميرات رقمية Digital Camera ذات استبانة عالية High-resolution, وقد زودت هذه الحواسيب بتقنية البصمة الرقمية Digital Finger Print لزيادة الحماية. هذه التقنية تغني عن كلمة السر password. ونظراً لاحتمال سقوط هذه الأجهزة عند التنقل, فقد زودت بأنظمة حماية متقدمة جداً، خصوصاً أقراص "التخزين" الصلبة للحفاظ على المعلومات والبيانات وإمكانية استرجاعها بسهولة.
هذا التقدم الهائل في عالم الرقميات, يجعلنا أمام تحدٍ كبير بخصوص مواد تخزين المعلومات Data Storage Materials والعمر الافتراضي لها. هذا ما يمكن التطرق إليه في المقالات اللاحقة، إن شاء الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي