الاستثمار في أبناء الوطن ضمان ضد الإرهاب

<a href="mailto:[email protected]">alamiaa@yahoo.com</a>

تلقيت هذا الأسبوع ببالغ الشكر والامتنان والتقدير كتابا وخطابا. الكتاب من الدكتور يوسف العثيمين أمين عام مؤسسة الملك عبد الله لوالديه للإسكان التنموي عنوانه "نحو استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الإرهاب في المملكة العربية السعودية". أما الخطاب فهو من الدكتور محمد السهلاوي مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية تعقيباً على مقالي في جريدة "الاقتصادية" عن "مركز الملك فهد للتوظيف".
أمن الوطن وتنمية الموارد البشرية موضوعان مهمان يمثلان محوراً أساسياً للتنمية المستدامة. يؤكد الدكتور العثيمين في كتابه "نحو استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الإرهاب" أن الإجماع يكاد ينعقد بين جميع المتخصصين أن الإرهاب هو الابن الشرعي للانغلاق والتزمت والغلو والتطرف في الدين. كما يقترح الكاتب في باب المحور الاجتماعي لفك العزلة الاجتماعية والثقافية التي تعانيها شرائح معينة في المجتمع السعودي. ولفت انتباهي من ضمن أمور أخرى أن الكاتب يقترح أن من وسائل التخفيف من هذه العزلة توسيع دائرة مشاركة المرأة السعودية في النشاطات الاجتماعية والاقتصادية، مع أهمية المواجهة الحقيقية للقضايا المتعلقة بها مثل العمل، والحجاب، النقاب، قيادة السيارة، الانتخابات, وغيرها.
المحور الوطني في الكتاب يتحدث عن الحاجة إلى تطوير مفهوم عصري للمواطنة بأفق جديد، ويقترح الكاتب أن يقوم هذا الأفق على عقد اجتماعي يتجسد في حقوق وواجبات واضحة ومتوازنة وعادلة بين المواطنين. أتفق تماماً مع ما جاء به الدكتور العثيمين بضرورة إحداث توازن بين احتياجات الفرد والمجتمع من التعليم الديني مقابل التعليم الدنيوي في مجالات الهندسة والطب والمعلوماتية. نريد من شبابنا أن يتفقه في أمور الاقتصاد والعلوم والتجارة الدولية. إن استثمارنا الصحيح في أبناء الوطن سيحصنهم من أفكار الإرهاب المعلبة والأعمال التخريبية.
أما خطاب الدكتور محمد السهلاوي عن مركز الملك فهد للتوظيف التابع لصندوق تنمية الموارد البشرية فهو يعكس طموحات مواطن حريص على حل مشكلة البطالة بين أبناء هذا الوطن وبناته. قد تكون هذه الطموحات من أصعب الأهداف الوطنية التي تمس وضعنا الاجتماعي والاقتصادي والأمني. نريد أن يسهم أبناء وبنات هذا الوطن في النهضة العمرانية وأقصد هنا التعمير والبناء وليس "التعمير" المعسل المستخدم في القهاوي بأنواعه وألوانه ومذاقاته المختلفة. نريد من شبابنا دخول سوق العمل وهو يعرف ما يجري في العالم اقتصاديا وعلمياً وأدبياً والاستفادة من الصالح والمفيد منها. نريد أن نركز على مبدأ المبايعة وليس المقصود هنا "بيع" وشراء المفاهيم والمعتقدات بناء على الفتاوى المعلبة، بل المبايعة المطلقة والانتماء لديننا ولقيمنا وتراثنا على أن تصاحب ذلك الاستفادة مما توصل إليه العلم الحديث في مجالات التقنية والإبداع والهندسة والطب وغيرها من العلوم الطبيعية.
لعل شبابنا يتعلم أن الوقت قد حان لنبذ الأفكار الشاذة والتركيز على نهل العلم من منابعه, وأن التفكير الثوري لا يختلف كثيراً عن التفكير البقري أو حضارة التيوس. نريد من شبابنا تعلم اللغات الأجنبية للتعرف على علوم الآخرين, كما نريد لهم دخول سوق العمل محصنين بأخلاق الدين الحنيف ومعاملة الناس بالحسنى والأدب والاحترام. حان الوقت لأن نقدم لشبابنا البديل عما تلقوه وحفظوه عن ظهر قلب دون فهم ولا تحليل أو استيعاب, وأن نطلق لهم العنان للتعلم والإبداع من خلال مناهج تعليمية وسطية وبرامج إثرائية. ولكي يكون النقاش عادلاً لا بد من تفعيل المزيد من الإصلاح الاقتصادي والمشاركة السياسية في صنع القرار. لقد شهدت السعودية خلال الأعوام الثلاثة الماضية 22 حادثا إرهابيا، نتج منها مقتل 90 شخصاً، وإصابة 507 أشخاص، واستشهد من رجال الأمن 52 شخصا، وأصيب 213 منهم، في حين قتل من الفئة الإرهابية 92 شخصاً، وأصيب 17. لقد آن الأوان للاستثمار الفاعل في أبناء الوطن ضد موجة الإرهاب.

إقت...صاد
بعد مضي ستة أشهر على إعادة هيكلة الإدارة التنفيذية لإحدى الشركات الوطنية الكبرى، لا تزال تداعيات قضية الفساد الإداري في إدارة تقنية المعلومات تنخر مصداقية تطبيق نظام تضارب المصالح. تفاوتت الأدوار بين من أصابته رماح القضية فَشَمَرَ وانشَهَر وبين من دَبَلَ حظه ومن الشنطة اقتدر، كما يقول الشاعر: لا تسيب حقك حتى لو المقاول ساب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي