الصيف وقبعة رجل المرور!!
<p><a href="mailto:[email protected]">Mosaad@al-majalla.com</a> </p>
لنا زمن صيفي يختلف في مداه عن الآخرين، فأكثر من نصف شهور السنة حارة، ونصف هذا النصف درجات الحرارة فوق الأربعين، ونصف النصف الأخير إذا ما كانت أقل من الخمس والأربعين درجة فنحن في ظل أجواء معتدلة!!
هواجس الصيف تغلب على العالم كله فهناك من في بلاد الشمال في أوروبا وغيرها من ينتظره بشغف لأنه موعد الأجواء الجميلة ودرجات الحرارة المعتدلة والخروج إلى الشواطئ والحدائق، ومن (ربعنا) من يحبه أيضا .. ليس احتفاء بموسم انسلاخ الجلود، بل لأن له ارتباطا مع التغيير والسفر، بحجة أن الأجواء غير محتملة لدينا، ومع ذلك فصيف من يبقى في الوطن، جزء منه مكابدة للحر وجزء آخر بالبحث عن البرودة المصنوعة آليا أو يدويا وما يتبع ذلك من نسائم غير طبيعية نكابد ضررها بشرط أن تبعد عنا وحشة الصيف.
ونحن المتكيفون نفرط كثيرا في الشكوى والتبرم رغم أن هذا هو نصيبنا وحياتنا التي رضينا بها .. لكن هناك من يشكك في درجات الحرارة التي تنقل إلينا من وسائل الإعلام عبر نشراتها الجوية، وكذلك مقاييس الحرارة التي باتت تواجهك سواء عبر عربات السير أو في الأبنية والمحطات البترولية الكبيرة ترأف بحالنا خوفا علينا من الهرب واللجوء إلى المناطق الباردة أو حتى المعتدلة.
وبغض النظر عن إيحاءات درجات الحرارة والمصداقية التي هي عليها وسائل نقل تلك الدرجة، فثمة أسئلة صيفية ما زالت تدور في ذهني حول كيفية تعاملنا مع هذا الصيف، فمن ناحية التعامل مع الشمس وضرباتها الموجعة فنحمد الله أن لباسنا الوطني في الصيف هو الأبيض الخفيف ذلك الذي يعكس أشعتها الحارقة ويعكسها عليها .. لكن هل أنصفنا بعض منتمين لنا في هذا الصيف من حيث توافق ما يرتدون مع الحرارة اللاهبة .. لتعرف بعض ذلك، ما عليك إلا أن تلتفت عند إشارات المرور لكي تشاهد الرجل المعني بتنظيم وتسيير المرور .. وفقط انظر إلى قبعته التي على رأسه وخلال هذا الصيف اللاهب، لتكتشف أنها عكس ما يحتاج إليه هذا الصيف فهي باللون الأسود ويبدو لي أنها من القماش الثقيل، بمعنى آخر وفق منظومة لونية مهمتها تجميع كل الأشعة والحرارة في جمجمة هذا المسكين الذي من أهم مقوماته أن يكون شديد التركيز فاعل التعامل .. لكن وفق مقاييس من اختار له هذا اللون .. لا أعتقد ذلك؟
من جهتي تساءلت كم مؤسسة أو دائرة حكومية قد أحسنت التعامل مع الصيف خاصة فيما يذهب إلى البشر الذين ينتمون لها أو حتى من تتعامل معهم، فقط نتساءل مع الإشارة إلى أن رجل المرور مثال ظاهر للعيان والأمثلة الأخرى كثيرة وملموسة.