الاستثمارات العقارية خارج تراب الوطن
<a href="mailto:[email protected]">Earthltd_1@yahoo.com</a>
ما يحدث لكثير من الاستثمارات العقارية السعودية خارج تراب الوطن من ضياع وإهمال وإسقاط حقوق. وآخرها الاستثمارات السعودية في لبنان, نسأل الله لها أن تعود كما كانت وطنا جميلا برجاله وأهله الشجعان الذين تغلبوا على كل الحروب التي توالت عليهم طوال السنوات الماضية, فكل مرة يخرج فيها لبنان من أزمته أحسن من المرة التي قبلها "رب ضارة نافعة". وهذا ما تؤكده منطقة وسط بيروت "السوليدير" التي بناها أبناء لبنان بتعاون مثمر مع مستثمرين عرب وخليجيين كان نصيب السعودية فيها الأكثر والأوفر وها هي حكومتنا الرشيدة تهدي حكومة لبنان "مليارا ونصف مليار" للإعمار مما سيجعلها تمر بمرحلة بناء جديدة لتظهر علينا بيروت بوجهها الجميل بعد أن يتم إجراء عمليات تجميل لها ونراها في "النيولووك" الجديد كما كانت بل أجمل ألف مرة من بيروت القديمة. وأنا متأكدة أن أهل لبنان أدرى بالطرق المثلى لإعادة إعمارها وتهيئتها لتكون ملتقى كل العرب. لكن ما يزعجني أن أرى كثيرا من الاستثمارات السعودية تتعرض للدمار ولا نعرف من الذي سوف يعيد بناءها مرة أخرى؟
وهذا ما يقودنا للسؤال السابق نفسه: لماذا تهاجر أموالنا لإقامة هذه الاستثمارات العقارية في مواقع غير آمنة ومنطقة نزاع وحروب؟ نعم ليس المال بأغلى من البشر الذين ذهبوا ضحية الاعتداء الغاشم من عدو لا يوقر حجرا أو شجرا أو بشرا ولكنه الحرص على ثرواتنا الوطنية, وألا ترمى في المهالك. والجميع يعرف أن الجنوب منطقة متاخمة "للكيان الصهيوني" وبإمكان الحرب أن تنشب في أي وقت. ولقد سمعت عن كثير من الخسائر البشرية والمالية طالت هذه المناطق ومن ضمنها استثمارات خليجية. لا يعلم سوى الله من المسؤول عنها؟ سيتساءل البعض عن جدوى هذا الطرح في وقت جل همنا ينصب على مساعدة لبنان وأهله, ولأننا نعرف أن كثيرا من "الذين ليس لهم انتماء" لأوطانهم قد هربوا بمدخراتهم لدول مجاورة خوفا عليها من الإرهاب حينا والحروب حينا آخر دون أدنى مبرر, وهذه الحالات شملت الكويت والسعودية عند حرب الخليج. وقد تطرقنا لهذه الممارسات غير المسؤولة مرات عديدة حتى أن بعض المستثمرين الأجانب ترددوا مرات عديدة أيضا عن الاستثمار في بلادنا بدعوى "البيروقراطية" حينا والإرهاب حينا آخر, فما بالنا نفرط في مقدراتنا ونصرفها خارج الوطن ومن ثم ننتظر حتى تضع الحرب أوزارها وتعود لترجم ما تبقى أو نبيع جزءا منها بأثمان بخسة. ولو طلب من أي عربي أن يقيم مشاريع معمارية داخل بلادنا الآمنة والمستقرة سياسيا وأمنيا لتردد مليون مرة في فعل ذلك. إنني أتحدث من جانب واحد ألا وهو الحرص على هذه الثروات التي كان من المفترض أن تستثمر هنا في رحاب بلادنا وما زلنا نحتاج إلى مثل هذه المشاريع الضخمة في جميع أنحاء العالم فنحن أحق بها, وأولى بالتمتع بخيراتها حيث يتم بها ومن خلالها فتح باب العمل في كل مراحل البناء والتشييد والتشغيل. إنها المواطنة التي تدفعني دائما وأبدا للمطالبة بوضع المال في الأرض التي تربينا على ترابها.
خاتمة: إذا كان في بيتنا بق حنا به أحق.