أفضل الأفكار في تسويق العقار ( 5 )
<a href="mailto:[email protected]">khalid@kaljarallah.com</a>
قبل عدة شهور قررت إحدى الشركات غير العقارية طرح أسهمها للاكتتاب العام وأعلنت ذلك رسميا، ولديها من مقومات النجاح الكثير مثل خبرتها في السوق وتعدد منتجاتها وانتشار فروعها داخليا ودوليا إضافة إلى أهم مقومات النجاح من وجهة نظر المستثمرين وهو أرباحها الجيدة عن الثلاث سنوات الماضية حسب ميزانياتها المعلنة، ومقارنة ببعض الشركات المدرجة في السوق والتي لازالت تعاني من الخسائر فهي أفضل بكثير وقيمتها السوقية ستكون كبيرة بعد الطرح، وبعد الإعلان عن طرحها فجأة وبدون مقدمات تم تأجيل الطرح، ومن خلال المتابعة أرى أن السبب الرئيس هو سوء الاتصال وعدم اختيار الرسائل والوسائل المناسبة التي تدعم توجه الشركة وتعكس قيمتها الحقيقية، حيث تم الاعتماد على الانترنت من خلال المنتديات بوجود من يسوق للشركة للاكتتاب فيها سواء كان بعلمها أو اجتهادا ممن يسوق لها وبدأت الشرارة الأولى حيث تحول النقاش عبر المنتديات إلى مناظرات وأسئلة وأجوبة وأصبح هناك فريقان فريق للدفاع وآخر للهجوم وبدأت الثغرات وأصبحت الشركة حديث المنتديات وكبر الموضوع وأخذ منحى آخر وبدأ التشكيك في الشركة وقدراتها ثم فجأة تأجل الاكتتاب. قد لا يكون للشركة ذنب فيما حدث ولكن لو تمت الاستعانة بعد الله سبحانه بخبراء في الاتصال لكان أجدى وأفضل، بهذا تكون الشركة خسرت الكثير وتحتاج إلى الكثير لإعادة بناء سمعتها، هذا أحد الأمثلة التي حضرت هذا العام، والشواهد في مختلف المجالات حاضرة ومتعددة.
أما في المجال العقاري فهناك شركات تعمل في الظل ومنذ سنوات عديدة وفي مجال الإسكان وما زالت تراوح مكانها برغم وجود مقومات النجاح الفنية والمالية ولكن ضعف التسويق وخصوصا اتصالات التسويق Marketing Communication فشلت في التواصل مع قطاعاتها المستهدفة والاعتماد على الرأي الأوحد والقرار الفردي في كل شيء وأسلوب - One Man Show – وبالتالي تأثر عملها سلبا وبقيت مكانك سر، وتجدهم يتحججون ويلقون اللوم في فشلهم على جهل المستهلك وتأخير التراخيص من الجهات الحكومية وعدم وجود أنظمة للحماية وجهات للتمويل وعدم الالتزام بالسداد من قبل المشترين وغيرها من الحجج الواهية . والحقيقة أن المشكلة تكمن في عدم التفرغ لأعمال الشركة والتخطيط قبل جمع الأموال بل على العكس يبدأ التفكير لاحقا وبأسلوب عشوائي وبدائي ثم تظهر الأزمات وما يتبعها من مغامرات بأموال الناس والاستثمار في قنوات أخرى بنفس أموال المشروع الأول إلى أن تحدث الكارثة،
إلى هنا وينتهي الحديث عن الاتصال الشامل كما أسميه والذي أعتبره ومن واقع المشاهدة والممارسة في العديد من الجهات انه العمود الفقري الذي يسهم في نجاح الشركات إذا تم تفعيله بالشكل الصحيح فعادة يتسبب انعدام أو ضعف الاتصال بين الإدارتين العليا والوسطى في عدم استيعاب التوجهات وتبنيها والعمل على تحقيقها ومتابعة تنفيذها، وتأثيره السلبي بوصولها إلى بقية الموظفين بطريقة غامضة أو مبتورة وبالتالي انعكاس ذلك على القطاعات الخارجية ولنا في المثال المذكور بداية المقال عبرة. وللحديث بقية عن موضوع آخر - بإذن الله.