سجود السهو قبل السلام أم بعده
<a href="mailto:[email protected]">d_almakdob@hotmail.com</a>
لا خلاف بين جميع أهل العلم في جواز سجود السهو قبل السلام أو بعده سواء كان سبب السجود نقصا أو زيادة أو شكا وإنما الخلاف من الأولى والأفضل فلو سجد للكل قبل السلام أو بعده جاز، قال شيخ الإسلام: أظهر الأقوال هو رواية عن الإمام أحمد، الفرق بين الزيادة والنقص وبين الشك مع التحري والشك مع البناء على اليقين فإذا كان السجود لنقص، كان قبل السلام لأنه جابر لتتم الصلاة به، وإن كان سجود السهو لزيادة كان بعد السلام لأنه إرغام للشيطان لئلا يجمع بين زيادتين في الصلاة؟ وكذلك إذا شك وتحرى فإنه أتم صلاته وإنما السجدتان إرغام للشيطان فتكون بعده وكذلك إذا سلم وقد بقي عليه بعض صلاته ثم أكملها وقد أتمها والسلام فيها زيادة والسجود في ذلك ترغيم للشيطان. وأما إذا شك ولم يبين له الراجح فيعمل هنا على اليقين فإما أن يكون قد صلى خمسا أو أربعا فإن كان قد صلى خمسا فالسجدتان تشفعان له صلاته ليكون كأنه صلى ستا لا خمسا وهذا إنما يكون قبل السلام فهذا القول الذي نصرناه – والكلام لشيخ الإسلام – يستعمل فيه جميع الأحاديث الواردة في ذلك. أ. هـ.
إن المتأمل للأحاديث التي ورد فيها سجود النبي صلى الله عليه وسلم للسهو يتبين له أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد للسهو بعد السلام في موضعين سلم عن نقص في الصلاة صلى الرباعية ركعتين ثم نبه فأتم صلاته وسجد للسهو بعد السلام، في حديث ذي اليدين وسلم من ثلاث في صلاة رباعية فسجد بعد السلام كما في حديث عمران بن حصين، والموضع الثاني إذا شك في صلاته وتحرى وبنى على غالب ظنه كما في حديث ابن مسعود في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب وليتم ثم ليسجد سجدتين بعد التسليم". وما عدا هذين الموضعين سجد صلى الله عليه وسلم قبل السلام لذا فإني أرى الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في سجوده وينبغي أن يشاع هذا بين المصلين حتى يتفقهوا في دينهم ويعلموا أحكام الصلاة ولا يستنكروا فعلا سنه نبيهم عليه الصلاة والسلام.