أفضل الأفكار في تسويق العقار (3 )

<a href="mailto:[email protected]">khalid@kaljarallah.com</a>

استكمل مبادأته في المقالين السابقين حول أهمية وجود الرؤية والتخطيط في عمل أي شركة واليوم سأتحدث عن الموضوع الثالث فبعد وضوح الرؤية والتخطيط سعيا لتحقيقها من خلال تحديد الأهداف وخطة العمل، سأتحدث عن موضوع أعتبره شخصيا ومن واقع التجربة هو الأهم في أي بيئة عمل ألا وهو – الاتصال - وقد يحتاج الموضوع إلى عدة مقالات لأهميته داخل أي منظمة وسأجتهد ما استطعت لتغطيته مدعما بالأمثلة سواء قصص النجاح التي نستنبط منها ونأخذ ما يفيد أو قصص الفشل والعمل على تفاديها، ولن أدخل في التعريفات الأكاديمية التي يستطيع الجميع أن يقرأها ويسمعها ولكن سنتطرق للجانب العملي وأساليب التطبيق لتعم الفائدة.
من واقع التجارب في القطاعين الخاص والعام كثير من المشاكل أو الإخفاقات تحدث بسبب ضعف الاتصال أو انعدامه حتى في الكيانات الناجحة نسبيا توجد إخفاقات بسبب ضعف الاتصال أو إهماله ومن الأمثلة الناجحة التي عايشتها شخصيا شركة الاتصالات السعودية حيث أنه بعد القرار الحكيم من الدولة بتخصيصها في آذار (مايو) 1998م وكنت حينها من ضمن فريق العمل مسؤولا عن إدارة الإعلام والنشر ومديرا لمشروع بناء شخصية الشركة لأكثر من أربع سنوات فبعد القرارعملت الشركة على إعادة هيكلة أعمالها تمهيدا للتحول للعمل بالأسلوب التجاري استعدادا للمنافسة بعد فتح السوق وهو ما نراه اليوم بوجود شركة منافسة وأخرى في الطريق وكان البرنامج الاتصالي يشتمل على خمسة عناصر رئيسية ويهدف إلى إيصال المعلومة وتغيير الفكر وبناء سمعة الشركة اعتمادا على التوجهات الجديدة، والعناصر هي الدراسات الداخلية لبيئة الشركة وثقافتها والخارجية لقياس مدى رضا المشتركين عن الشركة وأعمالها ومعرفة رغبات الناس واحتياجاتهم والعمل على تحقيقها، الثاني برنامج هوية الشركة ويعنى بشعار الشركة وتطبيقاته والقيم التي ترغب الشركة بترسيخها، والثالث برنامج بناء ثقافة الشركة والذي يعنى بتغيير الفكر لدى العاملين كافة من خلال ترسيخ الأهداف والتوجهات الجديدة وبرامج اعادة الهيكلة لتطبيق الفكر التجاري والتوجه التسويقي والمنافسة بعيدا عن الروتين والبيروقراطية والمحسوبيات، والرابع هو برامج العلاقات العامة الداخلية والخارجية، والخامس الحملات الإعلانية المؤسسية والحملات الخاصة بمنتجات الشركة.
وما نراه اليوم لواقع الشركة يوضح مدى النجاح الذي تحققق وتمثل في مضاعفة الإيرادات وتخفيض المصروفات وزيادة الربحية وهو حلم أي شركة وتم ذلك في فترة زمنية وجيزة وبعدد الموظفين نفسه إن لم يكن أقل وأصبح الموظف يخدم أكثر من عشرة ملايين مشترك في الجوال بعد أن كانوا 160 الفا قبل التخصيص وزيادة أعداد المشتركين في الثابت وخدمات المعلومات وخدمات الإنترنت، وبعدما كان الحصول على خط ثابت حلما أصبح في متناول الجميع والخط الثاني مجانا وتم القضاء على السوق السوداء التي كانت سائدة والواسطات والمحسوبيات وسوء الخدمة، والجوال أصبح مجانا بعدما كان بعشرة آلاف ريال، واليوم لا تحتاج أن تذهب إلى الشركة أو مكاتبها كما كان سائدا فالخدمات تصل إليك وأصبح الفكر تسويقيا بعد أن كان بيعيا، لقد كان للاتصال الداخلي والخارجي دور كبير في نجاح إيصال رؤية وأهداف الشركة واستيعابها من الجميع والإسهام في تغيير ثقافة الشركة الداخلية لتهيئتها للإنتاج والإبداع والمنافسة، وشركة الاتصالات بلا شك قصة نجاح بغض النظر عن الأخطاء الفردية والاجتهادات الخاطئة التي قد تحدث فهل نستفيد من تجربتها؟ وللحديث بقية بإذن الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي