القضاء تلفزيونياً على الدجّالين!

<a href="mailto:[email protected]">Mosaad@al-majalla.com</a>

بكل تقدير نقول مرحى للقناة الرياضية السعودية، وبكل إعجاب نثني على مسيريها. هذه القناة التي نحت إلى طرح كثير من القضايا الاجتماعية الشبابية، وتألقت في المساهمة بوضع الحلول لها.
هي لم تتخل عن هويتها الرياضية بل زادت مضمونها لكي يكون شبابيا رياضيا، اجتماعيا، ولعل ما قدمته مساء الثلاثاء الماضي عبر الحلقة المعنونة بـ " ساعة مع.." كان تعبيراً أمثل عن ذلك التوجه، ولا سيما أن الحلقة قد ناقشت إشكالية يعاني منها بعض شبابنا وشاباتنا تتمثل في نوع من النصب، فحواه التخويف والترهيب بالسحر، وإن كنت أشدّ على يد مقدم البرنامج لجرأته ومحاورته مباشرة أحد المدّعين الكاذبين وفضحه أمام المشاهدين، أشير إلى أن قضية هؤلاء الأفاقين باتت تأخذ أبعادا كثيرة في مجتمعنا ولا سيما أن من بيننا ممن هم من الضعف، بحيث انساقوا خلف هؤلاء درءا لخوف ألم بهم، من هول كلمة السحر وتأثيرها في النفس.
والنصب من خلال الادعاء بالعفاف والتقى والقدرة على الشفاء بات سبيلاً سهلاً للتكسب، ولا بأس بذلك ما دام أن هناك من بيننا ممن تقوده الطيبة والظن الحسن بكل شيء مما يجعله سريع التصديق ضعيف الحيلة، ناهيك عن التأكيد من قبل البعض "هداهم الله "على أن كل من تكلم بالقرآن الكريم والحديث الشريف فهو تقي ويجب تصديقه، وحسبي أن الأخيرة هي الكارثة الأكبر!! .
وثناؤنا على مثل هذه البرامج التلفزيونية ينطلق من كونها تلامس الواقع وتنتقده من داخله، لأن النصح والإرشاد الشفهي لبعض من يقعون في مخالب الأفاقين قد يواجه بردة فعل رافضة، وكاتب هذه السطور قد عرف أحد الضحايا وحاول محاورته لأجل مساعدته على الخروج من محنته، فكانت ردة الفعل الإشارة إلى وجوب التصديق بالعين والجن والسحر، والتداوي بالقرآن، ومن جهتي أشير إلى أنه كيف يستقيم إسلام من لا يؤمن بمثل تلك الحقائق القرآنية،.. لكن فرط الخوف والقلق هو ما يؤدي إلى دعم من يستغلونها الاستغلال السيئ.
أعود لأشير إلى حاجتنا الماسة إلى مثل هذه البرامج التلفزيونية التوعوية الهادفة، ولا سيما أن مجتمعنا يعاني من كثير من المنغصات التي تحتاج إلى عمل مدروس وفاعل لأجل اقتلاعها منه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي