أغلقوا سياراتكم بإحكام
<p><a href="mailto:[email protected]">AL-yousef99@hotmail.com</a></p>
أقول هذا ليس خوفا من أن تسرق سياراتكم فالسرقة اليوم أهون الشرور. لكن هناك ما هو أعظم وقد سمعنا الكثير من المشاكل التي تعرض لها بعض المواطنين أو المقيمين جراء ترك سياراتهم مفتوحة الزجاج أو بعضه فهناك للأسف ضعاف النفوس الذي إن اختلفوا معك في العمل أو في الفكر أو التوجه حاولوا الانتقام منك. ومن مظاهر هذا الانتقام الدنيئة أن يضع داخل سيارتك أشياء ممنوعة إما حبوبا مخدرة أو منشورات أو أفلاما أو أشرطة كاسيت أو صورا ممنوعة ومن ثم الإبلاغ عنك لدى السلطات فتقع عليك التهمة وأنت منها بريء، فنحن للأسف ابتلينا بمن لا يخاف الله ولا يراعي ضميره في من يختلف معه، حتى وصل الأمر إلى إهدار دم أناس لمجرد اختلاف الرأي وعدم تطابق وجهة النظر معهم.
لقد سمعنا قصصا تقشعر لها الأبدان عن أناس وضعت لهم مخدرات في سياراتهم وتم الإبلاغ عنهم وظلوا شهورا طويلة رهن التحقيق حتى أثبت الله براءتهم، وهم أناس مشهود لهم بالصلاح لكن ضعاف النفوس لم يجدوا وسيلة لتصفية الخلاف معهم إلا بهذه الطريقة السيئة. كذلك قد تفاجأ عندما تركب سيارتك أن بها ورقة مطبوعة جميلة فيها تهديد لك بأنهم سيفعلون بك كذا إن لم تفعل كذا أو إن فعلت كذا أو أنهم سوف يقيمون عليك دعوى لأنك قلت كذا أو كتبت كذا. وهم يعتقدون أنهم بهذه الأساليب سوف يجعلون الناس تفعل وتقول وتكتب ما يريدون وكأنهم أهل الحل والعقد في هذه البلاد. ويندرج تحت هؤلاء من يكتبون تحت أسماء مستعارة في الإنترنت ويشتمون من يختلف معهم ويصفونه بأوصاف يعف اللسان عن ذكرها فكل هؤلاء خطر على المجتمع مثلهم مثل من نخشاهم أن يضعوا في سيارة أي واحد منا شيئا من الممنوعات. على المسافرين بسياراتهم إلى دول الجوار كذلك أن يحذروا من أن يوضع في أسفل سياراتهم أشياء ممنوعة من مسكرات أو خلافها فإن كشفتها الجمارك فأنت متورط وإن لم تكتشف تابعوك وأخذوها من سيارتك عندما توقفها عند منزلك وهذه ممارسات حصلت لأناس تورط من تورط ونجا من نجا.
محلات تأجير أشرطة الفيديو أتعلمون لماذا لم تعد تؤجر أشرطة نظرا لما تعرضت له من مشاكل فهناك من يقوم باستئجار الشريط ثم يقوم بتسجيل مقاطع مخلة بالآداب (جنسية) في آخر الشريط ثم يرسل الشرطة أو الهيئة لذلك المحل ليطلبوا ذلك الشريط الذي تم التلاعب فيه ويطلبون عرضه من الآخر فيفاجأ صاحب المحل بما سجل فيه من مقاطع سيئة عندما يتم توجيه التهمة له ويتم إغلاق المحل وهذا بيت القصيد.
طرق شتى ومتلوية وشيطانية لتصفية الحسابات والانتقام ممن يختلف معهم. وهذا طبعا منتهى الظلم من الإنسان لأخيه الإنسان والمفترض أن يكون حل الاختلاف أو التباين في وجهات النظر بالتي هي أحسن ودحض الحجة بالحجة والدليل بالدليل، لا أن نوقع الناس في تهم هم منها براء سواء بوضع أشياء ممنوعة في سياراتهم أو إلصاق التهم من خلال مواقع الإنترنت بأسماء مستعارة. فمن يرد نصح الناس ويرى في نفسه الكفاءة فعليه أن يكون صادقا مع نفسه بأن يذكر اسمه الحقيقي لا أن يتخفى باسم مستعار ثم يفتح فمه ويصب ما يشتهي من شتم وسب على من لا يوافقه الرأي. فالاختلاف ينبغي ألا يفسد للود قضية. الأدهى والأمّر أن تسيل الدماء وتجز الرؤوس لمجرد اختلاف الرأي والتوجهات.