رسالة إلى إرهابي
<a href="mailto:[email protected]">imbadawood@yahoo.com</a>
كلما تم الإعلان عن تمكن رجال الأمن المخلصين من إحباط عملية إرهابية كانت ستحصد أرواح أبرياء أو قيامهم بمداهمة وكر كان يتم من خلاله الإعداد لمخطط تفجير أو القبض على مجموعة من أصحاب الفكر المنحرف في مداهمات متفرقة كلما سمعت شيئاً من هذا كلما دعوت الله أن تكون هذه الفئة هي الأخيرة وأن لا نفجع بعدها بمثل هذه الأحداث الأليمة وأن تكون تلك هي نهاية هذا الكابوس.
كثيراً ما كنت أتخيل أنني ألتقي أحد هؤلاء وأسأله سؤالاًً واحداً ما هدفك من هذه الأعمال الإجرامية ؟ سؤال واحد أتمنى أن أجد إجابةً عنه على الرغم من قناعتي الأكيدة بعدم وجود إجابة صحيحة واضحة أو مبرر منطقي أو سبب مقنع لما يحدث، سؤال يتجدد باستمرار مع كل إعلان من المصادر الأمنية بشأن هؤلاء، سؤال يطرح نفسه من القريب والبعيد ويتكرر ما الهدف من إزهاق هذه الأرواح؟ ماذا تريد هذه الفئة التي معظمها من الشباب الذين هم أبناء هذا الوطن ؟ أولئك الشباب الذين امتلأوا بالطاقة والحيوية والعنفوان والرغبة في إثبات الوجود ولكن للأسف بشكل سيئ مخز، هم لم يأتوا من الخارج بل نشأوا معنا وتعلموا في مدارسنا وعاشوا بيننا فلماذا يفعلون هذا ؟ من الذي أوهمهم وأجاز لهم هذا الفعل ؟
إنني أود أن أسأل هذا الشاب الذي يهم بقتل نفسه وقتل من حوله لماذا تريد أن تقتل الآخرين من خلال عمليات التفجير، ما الحجج والأسباب التي استندت إليها لتبرر هذا الفعل المشين، أتعتقد أن هذا من الجهاد؟ وأن قتل الأبرياء هو طريق للجنة؟ أم أنك تعتقد أن هذه الدولة غير مسلمة وأنك تسعى إلى قيام دولة الإسلام بهذه الطريقة ؟ أم أنك تظن أنك بهذا الأسلوب ستقضي على الفساد والظلم الذي قد يكون موجودا وأنك بهذا الإرهاب والقتل ستنشر العدل والرحمة بين العالمين؟ ألست مسلماً؟ تصلي وتؤدي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت الحرام؟ هل هذه الأعمال ستسهم في أن توصلك إلى هدفك الذي لا أحد يعرفه؟ وإن كنت تريد إصلاحاً للبشرية هل هذا الصنيع والقتل والإرهاب هو سبيل الإصلاح؟ وهل هذا الأسلوب سيسهم في تحقيق مرادك؟ هل تعتقد أن هذا فعل الأخيار والشرفاء؟ هل سألت نفسك ما قضيتك التي تقاتل من أجلها وتزهق أرواح الأبرياء ثمناً لها؟
أنت ابن من أبناء هذا الوطن ولدت فيه وترعرعت على أرضه وأكلت من خيره وتربيت في حضنه فأعطاك العلم والغذاء والماء ولم يبخل عليك بشيء أهكذا يكون رد الجميل؟ وهل يستحق وطنك هذا منك لتقوم بتدمير المساكن وقتل الأبرياء؟ ما ذنب الأطفال الذين يتموا وقتل آباؤهم على يديك؟ ما ذنب النساء اللائي رملن ومات أزواجهن برصاصك؟ أترضى ذلك لأبنائك أم ترضاه لأختك أو أمك أو إحدى قريباتك؟ أتعتقد أن فعلك هذا هو فداء للدين والوطن ؟ أيقبل من أجاز لك ذلك أن تفجر مقراً يكون هو فيه أو أن تقتل أخاه أو أباه ؟ ثم كيف تقاتل أخاً مسلماً لك يصلي كما تصلي ويصوم كما تصوم؟
يا أيها المسلم يا ابن هذا التراب الطاهر أفق من غفلتك وعد إلى رشدك وتدبر في أمرك وانظر في مصير من سبقوك ممن سلكوا هذا الطريق كيف كانت نهايتهم، وهل حققوا أهدافهم وآمالهم وطموحاتهم وماذا خلفت أعمالهم غير أيتام وأرامل وخراب ودمار، ونهاية العشرات منهم قتلى، أتعتقد أن مواصلة هذا النهج ستسهم في تحقيق هدفك، أتظن أن مواصلة قتلكم الأبرياء وفي نفس الوقت قتل رفاقك الواحد تلو الآخر هو الحل ؟
إن باب التوبة مفتوح دائما والدعوة إلى ذلك من أولي الأمر تتجدد باستمرار والعودة إلى الصواب والاعتراف بالخطأ خير من العناد والإصرار على المضي في طريق نهايته واضحة المعالم ونتائجه بينةً خصوصاً وأن التجارب في جميع أنحاء العالم تؤكد أن هذا المسلك مسلك خاطئ غير صحيح وأن عواقبه مريرة وأن الأمور لا تعالج بهذا الأسلوب بل بالحكمة والموعظة الحسنة والحوار الهادئ الذي يسهم في إيجاد الحلول المناسبة وليس بالعنف والقتل والتكفير والتفجير والتخريب.