الإدارة في العقار
<p align="right"><a href="mailto:[email protected]">khalid@kaljarallah.com</a><br>
</p>
الكنديون هم أساتذة الإدارة كما أن الأمريكيين أساتذة التسويق، وأنا ممن أتيحت لهم الفرصة للعمل مع الفريقين إضافة إلى الإنجليز والإيطاليين والأستراليين الذين عملوا من بداية الثمانينيات حتى منتصف التسعينيات الميلادية في الهاتف السعودي. وقد استفدنا الكثير منهم وخصوصا الكنديين، فهم فطاحلة في الإدارة وكان من مسؤولية كل موظف كندي أن يكون معه موظف سعودي يتدرب على يديه لمدة سنتين تمهيدا لأخذ مكانه عند انتهاء عقده، وكان كل واحد منهم ملزما بإعطاء دورات في مجال عمله إضافة إلى ما يسمى بالتدريب على رأس العملOn job training سواء الموظف الإداري أو الفني مع التركيز على مهارات الإدارة وكانت باللغة الإنجليزية واستفاد الكثير من الزملاء الذين عملوا من بداية الثمانينيات وحتى نهايتها، وغالبيتهم تسلموا وظائف قيادية في قطاعات حكومية أو خاصة حتى يومنا هذا والبقية موجودون يديرون دفة العمل في شركة الاتصالات السعودية وكانوا سببا مباشرا في نجاح أول تخصيص لقطاع حكومي.
وكان التركيز ببساطة على تطبيق مبدأ الإدارة بالأهدافManagement by objectives الذي أثبت صلاحيته إلى يومنا هذا رغم ظهور نظريات وعلوم جديدة في الإدارة إلا أنه مازال الأفضل ويتلخص ببساطة في وضع أهداف للمدير ومنحه الصلاحيات التي تساعده على التنفيذ و محاسبته على النتائج.
القيادة واتخاذ القرارات والتخطيط وتنظيم العمل وتوزيعه ومهارات الاتصال الشفهية والتحريرية والتجديد والابتكار من المهارات الضرورية التي لابد للمدير أن يلم بها ويفعلها لكي يكون مديرا وقائدا ناجحا في عمله. والقدرة على إدارة الوقت وتحديد الأولويات والتفويض وتطوير المرؤوسين وتطوير الذات هي أيضا من ضمن مهارات القائد الناجح المخطط المنظم لعمله وهي جزء من المهارات المذكورة أعلاه. أما شغل البركة عند بعض المديرين ومع الخيل يا شقرا فهذا من أسباب التخبط والفشل لبعض مديري الشركات الخاصة والمساهمة إضافة إلى ما نراه في الشركات العقارية من أمثلة حية نعيشها اليوم، وقد كتبت قبل فترة مقالا بعنوان أغنياء ماديا فقراء فكريا يحاكي مثل هذه المشاكل فليس كل من امتلك المال لديه القدرة على الإدارة التي لا يمكن أن تشترى بالمال وإنما بالممارسة والتدريب واكتساب الخبرة.
تفشل بعض الشركات وتفشل مشاريعها وتخسر وتظل خاسرة بسبب سوء أو ضعف إدارتها، فعدم وجود المدير القائد المتمكن فلذلك سبب، وعدم التخطيط الجيد ووضع رؤية وأهداف للشركة أيضا سبب آخر وعدم القدرة على تحديد الأولويات والانشغال بالأعمال الثانوية وحب الظهور الإعلامي و"الترزز" بمناسبة أو من دون من الأسباب المؤدية إلى ذلك. المركزية في العمل وعدم تفويض الصلاحيات وسياسة التفرد باتخاذ القرارات ومن دون مشاركة فريق العمل له دور كبير في ذلك، عدم التجديد وانعدام الابتكار وخلق الفرص الجيدة للشركة من أسباب تأخر الشركات وبقائها مكانك سر والشواهد موجودة.
هناك شركات تؤسس لأغراض معينة وتركز في عملها وتنجح وهناك شركات تحصل على ترخيص أو سجل تجاري لعدة قطاعات فتجدها شركة فلان للتجارة والصناعة والمقاولات - لم يبق إلا قطاع البترول والاتصالات - فإن فشل في هذا عمل في الآخر وإن أصابه الركود تحول للثالث رغم عدم القدرة والجاهزية لذلك، وما دام الترخيص والأسماء ببلاش فلا ضير ولا عجب وعلى الإدارة وفنونها السلام، وللحديث بقية بإذن الله.