أمين جدة وأمناؤها

<a href="mailto:[email protected]">almaeena@arabnews.com</a>

أعلن المهندس عادل فقيه، أمين مدينة جدة في أحاديث صحافية أخيرا أن البلدية ستتخذ الإجراءات الكفيلة بحل كثير من مشاكل عروس البحر الأحمر، وكان الأمين واضحا في حديثه مبتعدا عن الكلمات الجوفاء التي ليس لها محتوى غير الطنين الرنان.
هذه علامة جيدة وبداية طيبة لأننا سئمنا سماع الأسطوانة المشروخة نفسها مرات ومرات، وقد كانت سعادتي غامرة عندما تعرض الأمين في حديثه إلى الكورنيش، لقد حدث تدمير شديد لهذا المعلم الجميل بفضل ما يعرف بـ "المشاريع" التي تحرمنا من منظر البحر، وتزيد من تلوث البيئة وتتسبب في الحوادث المرورية.
وبصراحة فإن على أمين مدينة جدة أن يعرف تماما أنه لا يوجد أي إنسان يسعده أي مشروع لأي شخص يحرم الناس من رؤية الجمال الطبيعي للبحر، وفي هذا السياق، يوجد أمام عمارة الفارسي في الكورنيش مبنى قبيح لم يكتمل إنشاؤه، وهذا المبنى لا يجب أن يكون في هذا المكان.
ويجب أيضا تطوير الكورنيش الجنوبي وعلى المخططين الاستفادة من الأخطاء الماضية والإبقاء على حركة السير بعيدة عنه حتى لا يستنشق المشاة الدخان والغاز. وتجب زراعة كل المناطق وإقامة المنشآت الترفيهية فيها.
وبالنسبة لمسألة الفساد الإداري فعلى الأمين اتخاذ الخطوات الجريئة لمعالجته، ومحاسبة الذين يستغلون مناصبهم أسوأ استغلال. ويجب أن نوقف فورا ما يعرف بـ "حق الشاي".
وعلى الأمانة التعامل مع جميع طبقات المجتمع بمعيار واحد، وأمين مدينة جدة، كما نعرفه إنسان يخاف الله وذو ضمير حي وعليه، وبهذه الصفات النبيلة، أن يبدأ عهدا جديدا.
أما بالنسبة للشوارع، فإننا سننتظر فترة الأشهر الثلاثة التي قال إنه سيحل مشاكل هذه الشوارع فيها، ودون أي مبالغة يمكن القول إنك لن تستطيع أن تقود سيارتك إلى مسافة 50 مترا دون أن تجد حفرة أو مطبا، وبالطبع ليست البلدية مسؤولة عن كل هذه الحفر والمطبات لكن يجب عمل شيء حيالها لأنها تتسبب في الحوادث والوفيات.
وبالنسبة "لبحيرة المسك" فمن المهم استخدام التكنولوجيا للاستفادة من مياهها، وهذه التقنية ليست مكلفة، وإذا رغب الأمين فإنه يمكن أن يحصل على عدة خيارات، وفي الواقع يمكن تطهير مياه البحيرة وتنقيتها للاستفادة منها.
وقد لا حظت شيئا عجيبا في مدينتنا الجميلة وهو أن أشجار النخيل الغالية تزرع وبعد شهرين تجدها ماتت، وبعد ثلاثة أشهر نزرعها مرة أخرى لكنها سرعان ما تموت أيضا.
إننا نطالب المسؤولين في الأمانة أن يلقوا الضوء على هذه الظاهرة ويعملوا على الحد منها.
وفي ضوء الشفافية والمحاسبة التي أصبحت الآن بمثابة ميثاق الشرف في القطاعين العام والخاص، فإن على أمين مدينة جدة أن يتأكد من أننا نحصل على المعلومات الصحيحة حتى ندحض كل الشائعات.
وعلينا جميعا أن ندرك أن عادل فقيه مهما كان فما هو إلا رجل واحد، فماذا نعمل نحن الجداويون؟ إن الغالبية منا مواطنون بلا أي حس حضاري ولا نتصرف كمواطنين مسؤولين بل على العكس فإننا نزيد من مشاكل مدينة جدة.
إننا نتسابق في انتقاد الأمين فلماذا لا نغير من أنفسنا ونصبح كلنا أمناء لمدينة جدة؟
إن هذا سيزيد من جمال المدينة ويحل مشاكلها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي