مهارات سيدة الأعمال السعودية في ظل المتغيرات الراهنة
<a href="mailto:[email protected]">naila@sma.org.sa</a>
هذا كان عنوان الندوة التي أقيمت بقاعة الشيخ إسماعيل أبو داود في الغرفة التجارية الصناعية في جدة، يوم الأحد 9 ربيع الأول 1427هـ الموافق 7 أيار (مايو) 2006، التي نظمتها اللجنة النسائية في الجمعية السعودية للإدارة فرع منطقة مكة المكرمة, وهي مجانية وعامة .
ويتساءل العديد من المتشائمين من الرجال والنساء ما الفائدة من إقامة مثل هذه الندوات ولماذا تضييع الوقت في كلام نستطيع قراءته في المجلات والكتب أو حتى على الإنترنت.
وهنا أود أن أهنئ المتفائلين على تفائلهم ودعمهم فعدد الحضور كان نحو 200 امرأة من السيدات والفتيات المتخصصات والمهتمات مثل سيدات الأعمال وخريجات الجامعات والكليات الراغبات بإنشاء مشروع صغير، وكذلك من عضوات الجمعية المهتمات بالموضوع والمتطوعات منهن في تنظيم المناسبة.
وذلك حسب العدد المسجل لدخول الندوة مع أن مدينة جدة في تلك الليلة كانت مليئة بالمناسبات النسائية جداُ.
وجميعا من الحضور والمتطوعات والمتحدثات والضيوف من الأكاديميات والمحترفات كنا في قمة الإثارة والشجن لحرارة المواضيع المطروحة، فبعد عرض أوراق العمل وهي بالترتيب: تعريف لمن هي سيدة الأعمال الناجحة ودور مركز السيدة خديجة بنت خويلد لدعم صاحبات الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية التي قدمتها السيدة نشوى طاهر عضو مجلس الإدارة في الغرفة، ثم قدمت سلوى رضوان سيدة الأعمال السعودية الخبيرة عرضا موجزا عن عملها التجاري وكيفية البداية وكيفية الاستمرار والنجاح خلال 20 سنة وركزت على المهارات التي اكتسبتها خلال هذه الفترة وحققت بها الاسم والشهرة ورضا العميل.
وتلا ذلك عرض من مسؤولة من مركز خدمات سيدات الأعمال في وزارة التجارة ميرفت فلمبان عن كيفية فتح سجل تجاري, وما المهن والمجالات التجارية المسموح للمرأة السعودية ممارستها، وكذلك غير المسموح بممارستها وأنواع الشركات والوثائق اللازمة لممارسة الأنشطة المختلفة والجهات الواجب التوجه إليها لاستخراج التصاريح الرسمية.
وقدمت بعد ذلك المستشارة القانونية ميس أبو دلبوح عرضا سريعا عن أهم الأنظمة التي على سيدة الأعمال الاطلاع عليها قبل البدء في ممارسة أي نشاط تجاري مثل: نظام الشركات، نظام العمل، نظام العلامات التجارية، نظام الاستثمار الأجنبي, نظام الوكالات التجارية، نظام الأسماء التجارية، نظام التحكيم، نظام الضمان الصحي التعاوني، نظام التأمينات الاجتماعية، نظام الملكية الفكرية، ونظام جباية الزكاة. وكذلك معرفة قوانين وأنظمة الدول الخارجية التي تتعامل معها، خاصةً فيما يتعلق بقوانين الضرائب والتملّك وذلك في حال رغبة سيدة الأعمال في الاستثمار خارج المملكة لكي تكفل حقوقها.
وأخيرا عرضت سيدة الأعمال الشابة مها الحربي تجربتها الجديدة في إنشاء مشروع تجاري صغير وذكرت العقبات التي واجهتها، والصعوبات التي كان عليها تحملها والمرور بها لتثبت عملها في السوق بعد أن بدأت عملها من المنزل.
وبدأت العاصفة بعد نهاية هذه العروض بالأسئلة المتعطشة إلى المعلومات، والواقع أن هذا كان أهم أهداف الندوة وهو المشاركة والاستفادة من المعلومات ومن تجارب الآخرين.
وخرجت الندوة بالتوصيات التالية
1- تحسين الفرص الاقتصادية المتاحة للمرأة السعودية عن طريق إزالة العقبات القانونية والاجتماعية والثقافية والعملية التي تعرقل مشاركة المرأة في الأنشطة الاقتصادية.
2- عمل المرأة كحق أساسي لمن ترغب وكعامل رئيسي للإسهام في التنمية المستدامة.
3- تنشيط وتشكيل اللجان النسائية في الجمعيات العلمية والمهنية لتوفير المعلومات ودعم الفرص لمساهمة المرأة في سوق العمل خاصة في القطاع الخاص.
4- العمل على رفع مستوى مشاركة المرأة في الحياة العامة عن طريق تحقيق وجود أكبر للمرأة الجديرة في مواقع اتخاذ القرار.
5- تأهيل النساء اللاتي يعملن في القطاع غير المنظم (من المنزل) بغية تحسين إنتاجهن وجعلهن أكثر ارتباطاً بمجالات الإنتاج والتسويق وتسهيل تحويلهن للقطاع المنظم باستخراج سجلات تجارية بما يخدم أغراض التنمية.
6- تعزيز التدريب على النظم والقوانين المحلية، ونشر تكنولوجيات جديدة بهدف الوصول إلى كل من ترغب في إنشاء مشروع صغير.
7- أهمية وضرورة توفير المواصلات العامة للنساء لتسهيل عمل المرأة وتدريبها.
وبعد التكريم والانتهاء من الندوة تكلمت معي ثلاث من السيدات كل على حدة متوسطات في العمر وإحداهن عضوة في جمعية الإدارة، واثنتان منهما مع ابنتيهما من الشابات، وسمعت منهن أجمل تعليق وهو: شكرا لكم على تقديم هذه الندوة، لقد كنا مثل الأعمى في طريق مظلم وعلمنا وتعلمنا معلومات كثيرة وسنقوم بإنشاء مشاريعنا الصغيرة مع بناتنا من الآن إن شاء الله لأنهن لا يستطعن إيجاد وظيفة مناسبة، ويا ريت تستمروا في ندوات التوعية.
وهذا كان أكبر مكافأة وتكريم تلقيته فبصفتي الشخصية وبحكم عملي كرئيسة اللجنة النسائية في الجمعية ومنظمة لهذه الندوة كان اهتمامي الأكبر هو تحقيق أهداف الجمعية السعودية للإدارة وهو توصيل المعلومة وليس فقط توصيلها بل يجب أن تكون المعلومة الصحيحة من المصدر الصحيح لمن يحتاج إليها ويرغب فيها ويستفيد منها إن شاء الله.
لذا أعتقد من المهم للنساء حضور مثل هذه الندوات والمحاضرات لتنشيط وتطوير الدور الاقتصادي للمرأة.