سوق الأسهم تهوي بصناعة العقار
<a href="mailto:[email protected]">khalid@kaljarallah.com</a>
كل التوقعات كانت تشير إلى حدوث طفرة عقارية غير مسبوقة في المملكة ابتداءا من عام 2006 م ستشمل جميع الأنشطة المرتبطة بصناعة العقار، وبدأت المؤشرات في الظهور مع زيادة الطلب على الوحدات السكنية ومشاريع التنمية العقارية والسياحية وبناء المدن الصناعية، إضافة إلى الإعلان عن تحويل شركات ومشاريع عقارية من فردية أو مساهمة محدودة إلى مساهمة عامة من خلال طرح جزء من أسهمها في السوق. وأهم حدث عقاري لهذا العام هو الإعلان عن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بحجم استثمار يصل إلى 100 مليار ريال وطرح جزء من أسهمها للعموم وما سيتبعها من مشاريع تنموية صناعية وعقارية وسياحية وتجارية. أضف إلى ذلك التحركات الكبيرة من شركات وكيانات دولية بهدف الدخول إلى سوق المملكة الكبيرة والواعدة والحصول على حصة استثمارية جيدة.
وبعد النزول الرهيب لسوق الأسهم في شهر شباط (فبراير) الماضي وما تبعه من تذبذب ونزوله إلى مستويات خطيرة تكبد معها الكثير من المستثمرين خسائر يصعب تعويضها وأغلبهم من صغار المستثمرين بعد الاندفاع المحموم وراء سراب الأرباح السريعة والسهلة، هذا بدوره أثر في القنوات الاستثمارية الأخرى بما فيها السوق العقارية وصناعها بشكل عام.
وأصبح كل شيء في حياتنا مرتبط بسوق الأسهم، وأضحينا نتأثر بهذه السوق التي كشرت عن أنيابها بعد فترة رخاء لم تدم طويلا، خصوصا مع الخسائر التي تعرض لها من دخل سوق الأسهم بكامل رأسماله أو من اقترض أو رهن بعض ممتلكاته بهدف الاستثمار في هذه السوق واليوم الكثير منهم يتمنى الحصول على رأسماله.
من تأثر بهذه السوق هل سيفكر في بناء وحدة سكنية يحتاج إليها أو أن يقتطع جزءا من أمواله - إن بقي منها شيء - للمساهمة في الشركات العقارية والصناعية والتجارية التي ستطرح هذا العام بسبب تبعيات خسائر سوق الأسهم ؟ حتما سيكون الاهتمام منصبا على تسديد الالتزامات المالية الناتجة عن هذه المغامرة وقد نرى تأجيل طرح بعض الشركات والمشاريع وخصوصا العقارية ويمكن أيضا ألاَّ يتم تغطية بعض الشركات عند طرحها.
ربما كانت الصدمة كبيرة وقوية ولم نستوعبها ولكنها حقيقة نعيشها اليوم، مع أن البعض قد حذر من هذه الهزة التي تعرضت لها سوق الأسهم وأنها كانت متوقعة وما حدث من ارتفاعات لأسهم شركات خاسرة لم يكن منطقيا وأنها كانت مجرد مضاربة ستنتهي في فترة وجيزة وأن الارتفاع الذي حدث بسرعة سيعقبه مرحلة تصحيح سريعة ولكنها تجاوزت ذلك وأصبحت صدمة تاثر منها الجميع. ما يهم هو كيف نتعافى ونبدأ من جديد وبفكر ناضج بعيدا عن العواطف مع تحكيم العقل والمنطق والوقوف كثيرا عند ما حصل وأن نستوعب الدرس جيدا ورب ضارة نافعة ولنتفاءل لأن المستقبل أكثر إشراقا بإذن الله في عهد ملك نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه وشعبه.