احمونا من أخطار الضغط العالي

<a href="mailto:[email protected]">fahedalajmi@saudi.net.sa</a>

إن نتائج البحوث العلمية تؤكد خطورة الضغط العالي على صحة الإنسان وتعرّض الأطفال للوكيميا وغيرها, حيث إن نتائج الثلاثة بحوث الأوروبية في عام 1993م بعد دراسة حالة السكان الذين يعيشون بالقرب من خطوط الضغط العالي, كانت إصابتهم باللوكيميا مرتبطا بوجود الضغط العالي (PJ Verkasalo et al:1993, JH Olsen et al, 1993 M Feychting and A Ahlbom, 1993 ), أما الدراسة السويدية المشهورة فقد وجدت معدلا مرتفعا من الخطر النسبي (1-3.9) بين الضغط العالي والإصابة باللوكيميا كما هو موضح في الجدول التالي طبقا لتحليل
ميتاMeta-analysis .
<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/hghgh1.jpg" width="227" height="188" align="right">

وفي دراسة جديدة تمت في بريطانيا لدريبر Draper and colleagues, 2005 استنتج إن للوكيميا الأطفال تزداد في نطاق 600 متر بين موقع المنزل ومحول الضغط العالي, وكانت العلاقه حقيقية عند نسبة (95 %) من الثقة واليكم الخلاصة:
<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/ghghghgh2.jpg" width="227" height="188" align="right">

وهذا يعني أن الخطر يتصاعد على بعد 40 مترا من موقع الضغط العالي ثم يبدأ يتناقص كلما طالت المسافة. ولكن الأهم أن الخطر ما زال موجودا حتى على بعد 600م، وهذا أمر خطير يتناقض مع ما تدعيه شركة الكهرباء بأن حرم الضغط العالي كاف لحماية المواطن من خطره. وفي أكبر دراسة تم تمويلها من الحكومة البريطانية لدراسة خطوط الضغط العالي وجدت أن خطر إصابة الأطفال تحت عمر 15 سنة باللوكيميا يعادل الضعفين على مسافة 100 متر من الضغط العالي, بينما الأطفال الذين تبلغ أعمارهم تحت 5 سنوات فهم أكثر عرضة للإصابة باللوكيميا, هذه الدراسة قام بها دربير OXFORD CHILDHOOD CANCER, 2004 RESEARCH GROUP, Gerald Draper والتي تم فيها مقارنة 33 عاما من المعلومات من (1962 إلى 1995) وشملت 35000 طفل تم تشخيصهم بمرض اللوكيميا (15 Sep 2004Medical News Today).
وإذا ما نظرنا إلى أقوال المستشارين السعوديين فإن المزيد من الخوف والهلع سوف يصيبنا كلما اقتربنا من خطوط الضغط العالي. فقد أكد استشاري أمراض دم الأطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور عبد الرحمن أن إصابة الأطفال باللوكيميا بالقرب من الضغط العالي محتملة طبقا للدراسة البريطانية، ولكنه أشار إلى أن الإصابة بالسرطان في السعودية قد ارتفع في الوقت الحاضر, بمعدل استقبال حالتين جديدتين في كل أسبوع، مؤكداً أن ذلك لم يكن موجوداً قبل 5 سنوات. إن الأمر خطير وليس كما يعتقده البعض، فمعدل الإصابة بلوكيميا الأطفال في ازدياد سريع وعلينا أن نوقف هذا النزيف.
كما أوضح استشاري أمراض دم الأطفال في مستشفى قوى الأمن العام الدكتور فهد العثمان أنه ثبت أن العاملين في مصانع التلفزيون والراديو ومختلف الأجهزة الإلكترونية هم أكثر عرضة للإصابة من غيرهم لتعرضهم للأشعة الكهرومغناطيسية والراديوية والنوويَّة. وقال إن التعرّض لعوامل خارجية مثل الأشعة الكهربائية، أو الفيروسات يؤدي إلى تكاثر الجينات بشكل مستمر وغير منتظم يتسبب في مرض السرطان. ولا سيما أنه قد لاحظ أن ثلاثة أرباع الحالات في السنوات الخمس الأخيرة تعيش في المناطق المحيطة بمدينة الرياض ما يثير الشكوك بأن قربهم من خطوط الضغط العالي قد تسبب في انتشار تلك الأمراض. أما استشارية أمراض دم وأورام بمدينة الملك عبد العزيز الطبية الدكتورة أم الخير عبد الله أبو الخير فقدت أكدت أنه لا تتوفَّر لدينا في السعودية إحصائية أو دراسات تثبت ذلك أو تنفيه، ما يجعلنا نعيش في حالة من القلق, حيث إنها ذكرت أن خطوط الضغط العالي أحد الأسباب المسببة له. وما يزيدنا هلعا أنها ذكرت أن دراسة بريطانية أكدت أن 64 طفلا أصيبوا بالمرض لأنهم كانوا يعيشون في مناطق قريبة، وعلى مسافة تقل عن 180 مترا، من خطوط نقل الكهرباء، و258 طفلا قد أصيبوا بالمرض في مناطق أخرى.
أما صحيفة (الرأي العام, 4 أغسطس2004) ذكرت أن الشواهد العلمية المتواترة أكدت على أن الكهرومغناطيسية لها علاقة مخيفة بأمراض السرطان وغيرها في الأطفال والكبار, حيث ظهر في (فبراير) بحث جديد مدهش صدر عن علماء الفيزياء في جامعة «برستول» البريطانية يقول إن خطوط الكهرباء تجذب «جزئيات» من «الرادون» وهو غاز لا لون له ولا رائحة له علاقة بالسرطان. وتتساءل الصحيفة علام يدل هذا؟ ولماذا أخفقت «الصحافة» في نقل هذه المخاطر الصحية؟ ثم ذكرت الصحيفة أن أحد التقارير الأمريكية قالت إن السيدة «جولي لارم» في ولاية «أوماها» أم الطفل الذي شخصه الأطباء بأنه مصاب باللوكيميا, إنها لاحظت أن عدداً من الأطفال الذين يرتادون «المسبح» المحلي يعانون من تساقط الشعر وحدوث «ندوب» جراحية وعندما تزايدت شكوكها قامت بالاتصال بذويهم وقالت لها السيدة «دي هندركس» التي كان ابنها يخضع أيضا للعلاج من السرطان إن عليهن أن يجمعن معلومات عن هذه الظاهرة وسرعان ما جمعن أسماء 11 طفلاً من المنطقة يعانون من مرض السرطان, وعندما حددت مواقع سكن هؤلاء الأطفال في الخريطة وجدت أنهم يسكنون على نحو «ميل» من محطة كهرباء الضغط العالي، ويتساءل آباء الأطفال عن السبب الذي أدى إلى قيام لجنة كهرباء الضغط العالي إذا لم يكن الأمر مثيراً للقلق. أما روبرت بيكر مؤلف كتاب «الخطوط المتقاطعة» الذي ظل يدرس موضوع الضغط العالي منذ الستينيات من القرن الماضي, يقول إن الضغط الكهربائي العالي أسوأ كارثة بيئية تؤثر على أعداد كبيرة من الناس وقد تفوق أضرارها «النفايات السامة», وأن التجارب الحديثة تقول حتى الكهرومغناطيسية الضعيفة قد تحدث تغييراً في كيمياء الدماغ وتؤثر على جهاز المناعة كما تؤثر على الخلايا الحية.
وأكدت دراسة (U.K. NRPB 2004) أن التعرّض لترددات حقول الكهرومغناطيسية أعلى من 0.4 microT [4 milliG])) مرتبط وبصفة بسيطة بخطر الإصابة بلوكيميا الأطفال. أما كليوكياني (2004,Kliukiene et al) فقد أكد أن تعرض السكان لكهرومغناطيسية الضغط العالي مرتبطا بزيادة خطر سرطان الثدي لدى النساء في النرويج. وفي تقرير لولاية كلفورنيا عام 2002 بواسطة هيئة كلفورنيا الحكومية للكهرباء أن العلماء الثلاثة الذين يعملون لكلفورنيا إدارة الخدمات الصحية (DHS) كانوا مقتنعين إلى درجة كبيرة أن الكهرومغناطيسية يزيد الخطر من الإصابة باللوكيميا الأطفال والسرطان لدى الكبار. وفي دراسة أخرى (2000, (A Ahlbom, N Day أن حقل الكهرومغناطيسية يتسبب في معدل وفاة (1) نتيجة للإصابة بلوكيميا الأطفال ما نسبته (1 %) في الولايات الأمريكية، أي بمقدار (6 - 8) حالة وفاة.
إن هذه كانت بعض الدراسات في هذا المجال وهناك المئات منها, ولكن من الواضح أن وجود خطوط الضغط العالي على مسافة لا تقل عن 10 كيلو مترات من أقرب منزل يكون أكثر أمانا, حيث إن تلك الدراسات قد ذكرت أن الخطر قد ينتشر من مسافة 600 متر إلى 1200 متر. فإن الحل الأفضل الذي يقي المجتمع شر ذلك الخطر هو دفن كابلات الضغط العالي في المناطق السكنية والذي قد لا يكلف شركة الكهرباء أكثر من 8 ملايين ريال للكيلو متر الواحد، وهذا أقل بكثير من أن يفقد المجتمع أحد أبنائه الأبرياء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي