العدالة في خطاب المليك

<a href="mailto:[email protected]">imbadawood@yahoo.com</a>

جاء خطاب المليك يوم السبت الماضي شاملاً متميزاً في العديد من الجوانب الرئيسية التي بدأت بتأكيد الثوابت الدينية والمنهجية الإسلامية وأن (تحكيم شرع الله) هو الأساس فلا مزايدة ولا مراجعة ولا مرونة في هذا الأمر, بل هو أساس متين قامت به هذه الدولة وسارت على نهج قويم (يتوارثه خلف عن سلف) (لا يضرها من عاداها ما دامت ترفع راية التوحيد وتحكم شرع الله) فإن وقف ضدنا الحاسدون وناصبنا العداء الحاقدون سنستمر, بإذن الله, على النهج نفسه ولن نحيد.
ومن هذا المنهج أكد, حفظه الله, في خطابه السنوي لمجلس الشورى أن هذا الدين يوجه الجميع مواطنين ومسؤولين وجميع أفراد المجتمع بعدم التفرقة (لا نفرق بين قوي وضعيف وأن نعطي كل ذي حق حقه، ولا نحتجب عن حاجة أحد، فالناس سواسية). نعم الناس سواسية لا يوجد صغير وكبير أو فرد واصل وآخر مقطوع, أو تفرقة بين غني وفقير فالجميع سواسية لا فرق بينهم إلا بالتقوى. ولو جعل الناس هذا المنهج نصب أعينهم لانتهت العديد من المشاكل ولشعر الناس بأن حقوقهم محـفوظة لم تنقص, ولو (نشر العدل بين الناس) لعرف كل سارق ومجرم وغاصب أنه سيلقى جزاءه, وأن قرار العدالة سيناله وسيلقى مصيره جزاء عمله ويكون عبرة لغيره من المجرمين.
لقد كان مفهوم العدالة في كلمته, حفظه الله, تأكيداً لأهم الأسس التي تقوم عليها الدول, فبالعدل يتم حسن التعاون مع الأشقاء في الدول المجاورة بل مع العالم أجمع، وبالعدل تتوفر الحياة الطيبة لأفراد المجتمع وتتوفر معه أسبابها من سكن وتعليم وعلاج، وبالعدل يكون يكون السلام ويعم الرخاء.
إنه العدل الذي يأتي بالشورى منهجاً, والذي يأبى علينا التجمد والانغلاق ويدفعنا قدماً نحو التطور والرقي في إطار الأسس والثوابت، العدل الذي يجعلنا للعالم قدوات نؤثر فيهم بأخلاقنا وسلوكنا ونتأثر بهم في كل ما ينفعنا ويخدم أمتنا.
إنه العدل الذي يفرض علينا أن نكون أولا منصفين مع أنفسنا قبل غيرنا فنعترف بـتقصيرنا ونؤكد سعينا إلى توفير كل ما يسهم في تلافي هذا القصور من تركيز على "عملية التطوير وتعميق الحوار الوطني وتحرير الاقتصاد ومحاربة الفساد والقضاء على الروتين ورفع كفاءة العمل الحكومي"، وفي تلمس ظواهر وآثار الداء سبيل لمعرفة أفضل أنواع الدواء ، فمعرفة المرض جزء من العلاج.

لقد كانت كلمته, حفظه الله, منهجاً رائعاً وأساساً قويماً لو طبقناه في كل شؤون حياتنا فسيعم الخير أرجاء الوطن وسنصبح خير أمة على هذا الكون وستكون لنا القيادة والريادة ويتحقق الرفاه ويعم الخير الأرجاء كافة.
إنه منهج قويم تم تجديد التأكيد عليه لنعمل جميعا بجد وإخلاص على ترجمته إلى واقع عملي تطبيقي، بحيث نخرجه من قالبه اللغوي الجميل ليكون عملا ميدانيا نراه في كل خطوة من خطواتنا ونلمسه في كل شأن من شؤون حياتنا ونعود إليه في كل أمر يشق علينا ويحرص على تطبيقه المسؤول قبل الفرد. فها هو, حفظه الله, مؤكداً في خطابه وهو - أول مسؤول - أنه سيكون "مخلصا لدينه ووطنه صادقا معهم وفيا للعهد" وحري بمن دونه أن يحذو حذوه لرفعة هذا الوطن .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي