نظام جديد للنقل العام في مكة المكرمة (2 من 2)
إن أي نظام للنقل العام خلال فترة الحج يجب أن يمتاز بخصائص تجعله قادراً على العمل بكفاءة, ومن أهم هذه الخصائص ما يلي:
- أن يوفر التنقل السريع للحجاج.
- ألا يؤثر سلباً في البيئة أو الصحة العامة.
- أن يكون سهل الاستخدام من قبل الحجاج والسكان.
- ألا يكون باهظ التكاليف الإنشائية أو التشغيلية.
- أن يكون قابلاً للتعديل والتطوير بسرعة وبتكاليف مادية معقولة.
- أن يكون ضمن منظومة متكاملة للنقل العام في مكة المكرمة.
- أن يكون سهل التشغيل بشكل كامل أو مجزأ, وألا يتسبب تعطيل بعض أجزائه في تعطيل كامل النظام.
- ألا يمثل عبئاً أمنياً على الدولة.
- أن يساعد على تطوير مكة المكرمة من الناحيتين العمرانية والاقتصادية.
إن نظام النقل العام الذي يمكن أن يفي بجميع تلك المعايير هو نظام النقل بالحافلات الكهربائية. ويعتمد هذا النظام على استخدام الطرق الحالية بمسارات مخصصة, ويستخدم هذا النظام في الكثير من المدن الأوروبية بكفاءة عالية.
إن المنطقة المركزية المحيطة بالحرم الشريف تعد من أفضل المناطق المهيأة لاستخدام النقل العام الحديث المبني على استخدام حافلات تسير بواسطة الكهرباء على مسارات محددة وتقف في أماكن محددة لفترات قصيرة جداً لا تسمح إلا للركوب والنزول. إن من أهم مزايا هذا النظام قدرته على التكيف مع الاحتياجات الموسمية، حيث يمكن ترحيل الحافلات من مسار إلى آخر حسب الحاجة, فخلال فترة الحج يمكن تحويل بعض هذه المسارات لتعمل في مناطق المشاعر على الطرق الحالية وإعادتها إلى مساراتها الأصلية بعد انتهاء فترة الحج. إن استخدام مثل هذا النظام في مكة المكرمة أصبح ضرورة ملحة تريح الحجاج والعاملين على الحج من مشكلات كثيرة وتوفر على الدولة مبالغ طائلة وتوجد نظام نقل سريعا وآمنا لسكان المدينة وزوارها. إن استخدام مثل هذا النظام في مكة المكرمة يتطلب نظرة جديدة للنقل العام وأسلوباً جديدا في التعامل معه, فمع كون هذا النظام سهلاً من الناحية الإنشائية إلا أنه لا يمكن أن يعمل بالكفاءة المطلوبة دون التزام كامل من قبل الجهات التنفيذية بتطبيق النظام بكل صرامة وعدم السماح بانتهاك حرمة الطريق المخصص له والمنع الكامل لأي نظام نقل آخر خلال فترة الحج، وأن تكون الأولوية دائماً لتيسير مرور هذه الحافلات، وأن يتم الالتزام التام بمواعيد التشغيل واختيار المشغلين الأكفاء الذين يكونون حاصلين على أفضل تدريب ولديهم التحفيز المادي والمعنوي الكافيين لأداء عملهم على أكمل وجه.
إن الحديث عن إنشاء نظام للنقل العام يعتمد على القطارات أو قطارات الأنفاق كبديل مجد للنظام الحالي لا يتعدى كونه من الأحاديث المسلية التي لا تأخذ واقع الحج ولا مدينة مكة المكرمة في الحسبان, وتفترض افتراضات كثيرة يصعب تحقيقها.
إن من أهم متطلبات قطارات الأنفاق التشغيلية هي الكثافة العالية التي لا ترقى إلى حد كثافة المواسم (لأنه عندما يزيد عدد الركاب زيادة كبيرة على طاقة القطارات فإن ذلك يتسبب في مشكلات كبيرة جداً تفوق مشكلات الأنظمة ألأخرى), وهذه الكثافة غير موجودة حالياً حتى في مكة المكرمة, كما أن التكاليف الباهظة جداً (عشرات المليارات من الريالات) والوقت الطويل اللازم لتنفيذ النظام (عشر سنوات أو أكثر)، كل ذلك يجعل التفكير في تنفيذ نظام القطارات مضيعة للوقت والجهد. إن نظام الحافلات الكهربائية إذا ما تم مزجه بنظام مشاة فاعل يطبق بصرامة وحزم فإنه كفيل إن شاء الله بأن يوفر التنقل السريع والآمن للحجاج ويوفر للدولة الكثير من المال والوقت والجهد .