ثقافة اللون الأحمر والأخضر !
في الآونة الأخيرة لاحظت بشكل واضح اهتماما ومشاركة واسعين في المنتديات والندوات التي تتطرق إلى موضوع الأسهم، وأصبحت أكثر الفعاليات التي تحظى بالحضور والتغطية الإعلامية، والسبب بسيط ولا يخفى على أي أحد، وهو ارتباط الأسهم بحياة الناس ومستقبلهم الأسري خاصة في المملكة.. وفي ندوة أقيمت الأسبوع الماضي عن "المرأة السعودية وسوق الأسهم" تأكدت هذه الملاحظة بالحضور الكثيف من السيدات، وبالتفاعل الواضح من المتحدثين والمشاركين، مع أن أغلبية المتحدثين كانوا من الرجال ! وهذا منطقي ويعود إلى الخبرة القليلة لدى السيدات عموماً في سوق الأسهم.
لقد حققت هذه الندوة فرصة وفائدة كبيرة للحضور وخاصة بالاطلاع على النتائج القيمة للدراسة الخاصة بالوعي والسلوك الاستثماري لدى المرأة السعودية في سوق الأسهم، ومن دون مجاملة كانت هذه الدراسة واقعية وشخصت بالفعل سلوك المرأة السعودية في سوق الأسهم، ولعل النتيجة التي توصلت إليها الدراسة في وجود نسبة 80 في المائة من النساء السعوديات اللاتي يتعاملن في سوق الأسهم لا يملكن المعرفة والخبرة في السوق ! وهنا مربط الفرس!
بالفعل هناك نقص واضح في الوعي الاستثماري للمرأة السعودية في سوق الأسهم. وعينة بحجم 1280 سيدة تم إجراء المسح الميداني عليهن لقياس الوعي الاستثماري، يتعاملن في السوق بمؤشر آلية اللون الأحمر انخفض واللون الأخضر ارتفع! يؤكد ذلك، هناك أيضا توصيات ونتائج جديرة بالطرح ولكن ضيق مساحة الزاوية لا يتيح لي استعراضها، ولكن سوف أقف على نقطة تم طرحها وهي جديرة بالنقاش، لماذا كل هذا التفاعل وعقد الندوات والاهتمام من وسائل الإعلام جميعها بالأسهم بعد حلول الكارثة! أين نحن من هذا التثقيف عندما كان المؤشر قريباً من الـ (20) ألف نقطة ! والجميع مشغول بحساب الأرباح وفتح المحافظ الاستثمارية . هذا نحن ! لا نفيق إلا بعد أن يقع الفأس بالرأس، هذا الموضوع يذكرني بحادث حريق مدرسة مكة..وتحرك وزارة التربية في تأمين وسائل الأمن والسلامة بعد حدوث الكارثة ، ولست متأكدة بعد أن الحلول قد وضعت !!
أختم مقالي بجملة واحدة بأن الوعي الاستثماري للمرأة السعودية ليس للأسهم وإنما للاستثمار جميعاً لا يزال متدنياً ، ونحتاج إلى عشرات الندوات والفعاليات والبرامج التثقيفية لإعادة الوضع للسوق ، فالوعي والتنظيم والرقابة من هيئة سوق المال .. هي الوسيلة الفعالة، لذلك .. وإلا فإن ما حدث لرئيسها السابق سيحدث لغيره في ظل الاضطراب الحالي للسوق .